للأيام الثقيلة.. للأوقات الخفية..
تلك اللحظات لا تنتهي، لكنها تُعاش ببطء.. وعلى مهل.. خطوة بخطوة..
مع قليلٍ من الصبر، وكثيرٍ من الاحتساب..
وحين يصبح الداخل مزدحمًا، ولا تعرفين السبيل بكل هذا الضيق، ابحثي عن نافذة صغيرة.. صغيرة جدًا، ليست للهروب، بل فضاءٌ للتنفّس!

اجلسي وحدكِ، حتى لخمس دقائق.. أطفئي كل صوت لا يشبهكِ، خذي نفسًا طويلًا… وأغلقي عينيكِ.. ضعي يدكِ على قلبكِ… وكوني معه..
وابدئي ذكر الله… قولي:
“أنا أحمدك يا الله… وأنت الله الحيّ القيوم، أسألك أن تحيي ما في قلبي”

تلك نافذة من مساحة آمنة، حتى وإن عاد التعب بعد ذلك؟
التعب لا يعني أنكِ ضعيفة، بل أنكِ عشتِ يومًا آخر، رغم كل ما يكون الآن..
عودي قلبكِ على الرجوع من جديد.. عوديه أن يأتي ويذهب إلى الله..
ولا تبني حياتكِ على لحظة ثقيلة، بل على النور من هذه النافذة فقط!
واستمري في اللجوء إليه… حتى إن لم تتحسّن الحال مباشرة..

هذه ليست حيلة للتجاوز.. هذه عبادة!
وهذا الرضا الذي يتسلّل رغم كل شيء.. هو النجاة التي لا تُرى، لكنها تبقى..

لستِ بخير تمامًا… لكنكِ بخير أكثر مما كنتِ تظنين

لا أحد يرى ما تحملينه في داخلك.. لا الأصوات التي تخفينها، ولا التعب الذي تتجاوزينه كل صباحٍ ومساء..

كل من حولكِ يراكِ بخير.. ولم يسألكِ أحد عن قلبكِ.. عن عقلك.. عن جسدك.. وتعبك الداخلي..

تعطين أكثر مما تقدرين، وتصمتين أكثر مما يجب، وتبقين، فقط لأنك لا تعرفين كيف تبتعدين بالكامل.. وقد لا تريدين الابتعاد..!

ربما لا تجدين وقتًا لكِ، ولا مساحة تبكين فيها دون أن يراك أحد..

لكنكِ ما زلتِ هنا.. وقلبكِ، رغم تعبه.. حاضر..

تمرّ الأيام، وحضوركِ، حتى في صمتكِ… نعمة.. نعمة لمن حولكِ، لمن تحتوينهم، وأنتِ توازنين بين ما لا يُحتمل… وما لا يُقال..

وربما لم يخبركِ أحد.. أنكِ لستِ ضعيفة، ولا وحيدة، ولا عادية..

كل هذه التفاصيل الصغيرة التي لا يراها أحد…

هي البطولة التي لا تُكتب في الكتب، لكنّ الله يراها.

التعليقات: 0 | الزيارات: | التاريخ: 2025/04/16

إكتب تعليقك