كيف يمكنني التخلي وعدم التعلق بما لا أستطيع امتلاكه؟
سلامٌ عليكم،
وصلني هذا التساؤل، ويمكن الإجابة عليه، سواء كان التعلق بالأشياء، بالأماكن، وبالطبع بالأشخاص.
إن التخلي فكرة صعبة، ومجرد الحديث عنها يعطي انطباع مزعج، خاصة لمن يحاول تبسيطها عبر مراحل.. وكأنها خطوات قابلة للتنفيذ بكل سهولة. أعتقد أني من أولئك الذي استطاعوا التخلي، عن عدد من الأمور، وإن كنت أحن إليها بين فترة وأخرى لكني أمضي ولله الحمد.
المضي أو التحرك هي أحد مفاتيح التخلي، لكن للتعلق ثلاث اتجاهات:
- التوقف عن التعلق (التخلي).
- تغييره/تعديله إلى شيء أفضل.
- تقبله كما هو.
(أحاول تذكيرك في كل مرة وأنت تقرأ لي، أن الإجابة هي رأيي الشخصي بعد عدة محاولات وتجارب).
كي تبدأ، قل بسم الله:
– حدد نوع التعلق: هل هو تعلق منذ الطفولة أو المراهقة، هل هو عاطفي أو مادي، هل هو رضا شخصي، أو أمر نفسي لتأكيد الذات وإثبات الشخصية: بالأشياء، بالمواقف، بالوظيفة، بالأماكن، بالأشخاص.
– استمر: في حياتك مهما كان وضعك مع التعلق، وتذكر حديث الرسول الكريم صل الله عليه وسلم حين قال: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها). ففي قيام الساعة استمر في الغرس، مهما كان شعورك وقلقك وتعبك وألمك، استمر في غرس حياتك/مشاريعك لحياة أفضل.
– انشغل: بما تملك، انشغل بما تستطيع أن تملك، و(اغطس فيه) مع الوقت يخف شعور التعلق بما لا تستطيع الحصول عليه، وقد يكون المغطس الجديد أفضل وأجمل وأكثر سعادة من “وهم” لا يمكن الوصول إليه.
– احزن: واجعل للشعور مساحته الكاملة في التعبير والألم. ثم تخطاه ولا تستغرق به دون أن تشعر (حدد وقت زمني إما مقتطع من يومك مثلاً كل فجر سأبكي وأدعو الله وأعبر عن شعوري بالألم ثم أتوقف بقية اليوم، أو وقت زمني كامل من عمرك مثلًا: أسبوع أو شهر كي أحزن وأعتزل الناس وأمارس شيء جديد ومن ثم أنطلق بعدها).
– اكتب: قائمة بما حصلت عليه فعلًا واحمد الله عليه، زد على القائمة كلما طال بك العمر، يساعدك ذلك على الشعور بالامتلاء قليلًا أو شعور أن لديك شيء حصلت عليه فعلًآ، وقد تستغني وتكتفي بما لا تستطيع الحصول عليه.
– اصنع مسافة: (حقيقية) بينك وبين الشي/الشخص/المكان.. الحظر خيار جيد جداً، ومسح الصور والرسائل، وحذف كل ما له علاقة وكل ما يؤدي إلى تنشيط الذاكرة والشعور. بمعنى آخر (ابتعد)!
– استبدل: وإن كنت لا أحب البديل لكنها قد تنجح في أمور محددة كالأشياء، وقد تفشل حين تبحث عن بديل للأشخاص لأن “من يسد مكانه” إذن استبدل وظيفة بأخرى، تخصص بآخر، أو ربما استبدل شهادة التخصص الجامعية بأخرى من ورش العمل والدورات، أو استبدل المنزل المتكامل بعدد من الغرف المتكاملة بنفس المواصفات التي تتمناها.
– توقف: عن التعلق بتجربة الأمر بأشياء أبسط وأصغر كقطعة ملابس أو حذاء، قلم أو شوكلاته، شيء تحبه لكن قيمته أقل، عود نفسك التخلي عن الأمور البسيطة ثم كبّر الأشياء تدريجيًا، في كل مرة ومع الوقت يشعر عقلك بسهولته.
– فضفض: للآخرين عن رغبتك وعن شعور، بالكتابة لو أردت، تواصل مع آخرين استطاعوا التخلي ويعيشون بسلام.
– ذكر نفسك: لا شي مستحيل على الله سبحانه وتعالى، وإذا حصلت عليه فهو خير وإذا لم تحصل عليه فهو خير أيضًا (أمر الؤمن كله خير)
– اكتب: قائمة السوء، والتي تعني كل ما قد يحدث إذا حصلت على ما تريد، كي يخفت شعورك وتقل رغبتك (قد يكون أسلوب مضاد للتفاؤل) لكنها قد تنجح وتقلل الرغبة.
– احط: نفسك بالجديد، الأماكن، الأشخاص، التجارب، الأشياء الجديدة. لن تسد المكان لكنها ستصنع مكانًا جديدًا في حياتك وتقلل تعلقك بالقدم.
– ابحث عن المساعدة المتخصصة أو الدعم.
قد نعتقد أن بعض الأمور عصية ولا يمكننا الحصول عليها، لكن الله شرع لنا الدعاء، وتذكر: (وأتاكم من كل ما سألتموه)..
ها أنا أعود للكتابة.. وقد أسمي هذه السنة (سنة الكتابة) وهذه البداية..