سلامٌ عليكم،
الصدف المتكررة ليست صدف.. لكن لو تكرر الأمر ألف مرة في أوقات مختلفة ومتفرقة خلال ١٠ سنوات وبدون وجود علاقة سببية.. هل هي صدفة؟ وهل حدوث أمر واحد فقط في يوم من الأيام مع وجود سبب هل هو مصادفة؟ الآن قوقل يقوم بمتابعتك ويعرف حتى تحركاتك الذهنية والتي لا تخبر بها أحدًا.. ويمكن زن تجلس في أحد المجالس ليكون محور الحديث أمر تفكر به بينك وبين نفسك..
هي ليست صدفة، وحين أقول ذلك فأنا أشعر بثقة مطلقة بحقيقة الأمر.. الصدفة تعني وجود فعل أو أكثر يحدث لك أو يقابلك (يصادفك) مفاجأة غير متوقعة ودون تفسير واضح.. فبغض النظر عن عدد المرات التي تحدث فيها الأشياء، فهي ليست صدفة على الإطلاق.. ومع احتمالية التفسير وتحديد سبب ولو كان لاحق تعني أنه لا يوجد في الحياة ما يسمى صدفة..
إيماني أعظم من مجرد وجود تفسير له أو لا.. فكما نقول: (جاء في وقته).. تعبير يعني أن الأمر أتى في الوقت المناسب، وأنه مناسب للحالة الراهنة لي.. لذلك أعتقد أن كل أمر يحدث الآن بكل تفاصيله هو فعل مخطط له وبحكمة عظيمة.. وليست صدفة.. فكل الصدف عندي خير من الله.. لأني أؤمن بحقيقة أن الأمر خير.. مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ)..
لماذا أتحدث عن هذا الأمر في وقت التخطيط لمشروعي القادم؟ لأن هناك عدة أمور حدثت وتحدث.. فالجميل أن صدفة لقاء في الحديقة لفتيات ملهمات.. وحديثي معهم كان على ظهر سحابة في جو عليل، ومن ثم اقتباس قرأته في كتابي قبل النوم ليلة البارحة: ”People succeed in group“.. أي الناس ينجحون عبر جماعات أو بمعنى أن النجاح يحدث غالبًا مع الجماعة. وبعد ذلك لقاء البارحة مع جميلة تدعى هلا مبارك.. ومن ثم أحاديث جانبية مع مجموعة الصديقات (آفاق).. وورشة عمل تصادفني عن تحويل الفكرة إلى مشروع تصلني عبر بريد إلكتروني خاص.. وقراءة كتاب سأحدثكم عنه لاحقًا يتوافق نوعًا ما مع أفكاري ويدعمها.. ومن ثم قرأت تدوينات هند العيسى في تحدي التدوين هذا.. وبعض التدوينات العشوائية الأخرى #٣٠يوم_تدوين .. وهل كل ذلك صدفة!
هو شيء أكبر وأكبر..
نعم، يمكنك اختيار المنظور الذي ترغب باستقبال الصدف من حولك.. هل ترغب في تجاهلها والمضي في مغامرة حياتك بلا اهتمام لها بعد أن قدرها الله لك.. أو البحث عن آثارها الشخصية عليك.. أو حتى على غيرك وكيف بالإمكان الاستفادة منها..
أصبحت أصغي أكثر، وأهتم أكثر وأجعل من حواسي نقاط استقبال ومن ثم تحليل ما يحدث بما يناسبني.. فـ”أجْملُ الأشياءِ تأتي بالصُّدَفْ“.. وصدف حياتي من ربي تسعدني.. ولقائتي منذ بداية تحدي التدوين جميلة..