السلام عليكم،
منذ كنت طفلة وانا اتعلم ان القائد هو سبب شعلة الحراك في التغيير.. لكني اكتشفت انها نظرية غير صحيحة نسبيا.. لانني لم اصبح قائدة..
واصبحت ابحث عن طريقة لنشر افكاري.. اعتقاداتي.. واحلامي حتى لو لم اكن القائدة.. وجدت ان التغيير يبدأ بك اولا.. ثم اول شخص سيتبعك.. هذا الشخص رقم اثنان هو من يجعلك فكرة تستحق المتابعة.. وتصبحان الان شخصان متساويان في الفعل نصب احدكما الاخر قائدا.. لكن المتابع الثاني وهوالشخص رقم ٣ والذي سيبدأ في الايمان بما قمتما به هو الشرارة التي ستجعل من هذه الفكرة خبراً ملفتاً ونبأ جديراً بالانتباه..يزداد المتابعين للفكرة وسيؤمنون بطريقة الثلاثة معاً.. فينقسم الناس متسائلين هل اتابعهم؟ ام اتوقف متفرجا واكون خارج الدائرة؟.. ومع ازدياد المتابعين يكون من العار على احد ان لا يكون منخرطا بهذه الفكرة التي بدأت بالثلاثة..
الناس تمجد دائما الشخص الاول..مع ان فكرته بسيطة وتصرفه ابسط.. لكن القوة الحقيقية في فعل الشخص الثاني الذي تابعه.. فهو من نصب الاول قائدا.. وكرر ماقام به كي يكون مثالا يمكن الاخرين من متابعته.. وهو اييضا قائد تحت الانشاء..
ازدياد العدد من مؤيدي وممارسي الفكرة يكون الوضع أقل خطر وأقل حرج على الاخرين.. ويكون لديهم هاجس المعرفة والرغبة في ممارسة هذه الفكرة او السلوك الجديد..فاذا ماعرفنا ان من طبيعة التعامل الانساني.. نتابع مايتابعه الناس.. وتتقارب الى حد طبيعتنا البشرية في ذلك.. ونؤمن ان انتشار فكرة تحتاج الى الشخص رقم اثنين وثلاثة فقط..وفي تويتر تحديدا والشبكات الاجتماعية جماعات تتعامل مع هذه الفكرة لتحقيق افكارها.. والتي تحشد عددا من الحسابات للتحدث في وقت واحد عن موضوع محدد لتحقيق فكرة حراك ما..اعتقد انها طريقة تسويقية معروفة استخدمتها اكبر الشركات لتحقيق اعلان للمنتج دون الحاجة لوسائل الاعلان الاخرى..
ولو سألت طالبة في تخصص التصميم ماحسابك في انستقرام او في شبكة فلكر.. وقالت لي لا املك واحدا.. ستشعرها زميلاتها انها في حالة من التأخر ولم تجاري السلوك الذي نمارسه في هذه الشبكة التصويرية..! وهذا هو ذات الفعل لكل فكرة في أوج مراحلها
ان كنت تعتقد انك القائد رقم واحد.. فأحسن تدريب المتابع الاول.. او هل ستكون المتابع رقم اثنين .. الشجاع في تنصيب القائد فأحسن اداء المتابعة وكن قدوة اولى…. او ان كنت رقم ثلاثة لتحقيق الخبر ونشر النبأ فادع اصدقائك واطلب التشجيع والدعم.. ثم محاولة لحشد متابعين ومؤيدين لنشرها فيصبح التتابع في سلوك واضح .. ولاتيأس لانك لو نظرت حولك لوجدت ان اغلب الافكار تبدأ بناقدين ومعارضين.. ثم تتحول مع الوقت لذلك الشخص الذي يشعره الاخرون بالعار انه لم يكن ضمن اطار هذا السلوك المنتقد سابقا..
كم شخص الان لا يعرف شبكة تيد؟ صاحبة أفكار تستحق الانتشار؟ لقد تعلمت هذه الطريقة في صنع حراك من احد متحدثي هذه الشبكة.. فهي استخدمت ذات الفكرة المتسلسلة في نشر ماتؤمن به لتصبح سلوك يتفق تماما مع اعتقادهم ..
مارست الفكرة ووجدتها اشد تأثيرا من القائد.. وتأكدت ان التابع الاول والتابع الثاني هم اصحاب الفضل بعد الله لتنشيط سلوك وانتشار فكرة ما.. لذلك مارس انت ماتعتقده يستحق المتابعة.. كي ينتشر ماتؤمن به!
كانت هذه مشاركتي في لقاء الحوار الوطني الذي عقد في الدمام يومي الثلاثاء والاربعاء.. 9-10 ابريل -٢٠١٣ تحت عنوان #الحراك_الثقافي_في_مواقع_التواصل_الإجتماعي
عندك حق فيما كتبتِ.
من يُؤمن بفكرةٍ ما، سيؤمنُ بها مُعظمُ من حوله. لتنتشر فيؤمنُ بها قطاعٌ عريضٌ من النّاس. ورُبَّما تصبحُ مبدأ حياة أو سلوكٍ إنساني عام.
وعلى فكرة،
أنا لا أعرف شبكة تيد!
شكرا على ابدعاتك الجميلة