السلام عليكم،
عين الطائر هو تلك المشاهدة التي تزودك بنظرة خارجية من مكان مرتفع بعيد للتصميم، مع وجهة نظر كما لو كنت ذلك الطائر الذي يستطيع احتواء المشهد.. غالباً تستخدم في صنع المخططات الأرضية والخرائط.. كي تتبين لك بعض تفاصيله التي لا يمكنك رؤيتها عن قرب أو من الداخل.. لذلك دعوني قليلاً أمتطي الطائر وأحاول في بعض من المسلَمات التي نعترف بها كحقيقة ويجب أن تكون في علاقاتنا مع الحب والزواج. كهذه الأفكار:
- للمحبين نفس الميول والاهتمامات المشتركة (يجب أن يكمل الجملة التي بدأت بها أنا).
- القلوب والورود من أهم مقومات الحب فلا يوجد حب إن لم يكن هناك ورود حمراء وقلوب كثيرة
- لابد للرومانسية أن تكون مستمرة إلى الأبد ولا تنضب أبداً
- المحبين لا يختلفون إطلاقاً والتوافق بينهما مثالي ويكملان بعضهما البعض
- الآباء (المجتمع) يقفون حائلاً بين إتمام قصص الحب الرائعة
- اذا رفض المجتمع حبي فيجب أن أتعب وأعانده كي أثبت أنه الحب الحقيقي ويجب أن يستمر به وأدافع عنه.
هل نعتبر هذه الأشياء حقيقة؟ وهل هذا هو مفهومنا للعلاقات المثالية في الحب؟ والزواج؟
من هذا البعد تأكد أن كل ما سبق شيء من وهم وعشنا هذه الأفكار واعتدناها مدعومة بالأفلام والراويات وأن البطل والبطلة لابد أن تكون لهم نفس الميول ويقومون معاً بممارسة هواياتهم المشتركة وهذا هو قمة التوافق. وبسبب هذا الاعتقاد نحاول البحث عن هذا النوع من التكامل. فتخيل أن تعيش مع شخص يشبهك تماماً ويتكلم مثلك ويفكر مثلك ويحب الذهاب الى كل الاماكن التي تحبها ويقرأ نفس كتبك ويحب نفس الاكل والشرب الذي تحب. هل هذه حياة مثالية جميلة؟
تذكر أن الرجل والمرأة كبداية مختلفين ومن الفطرة أن يكون الاختلاف سببا في توافقهم، لذلك من باب التعايش لا تسعى للتشابه اطلاقا أو على الاقل لا تعتقد أنه شرط من شروط الحب والزواج. ومن الخطأ أيضاً أن تتزوج نسخة منك “لأنك قد لا تتحمل الحياة مع نفسك”.
أما الرومانسية والقلوب والورود فهي البطل والبطلة مرة أخرى، الفيلم لا يعرض إلا هذه الفترة من حياة المحبين وبين المحادثات بالهمس والنظرات والاشتياق وقصائد الشعر والكلام الرومانسي فهذه هي خزعبلات الاعلام الرومانسي التي تبرمجنا عليها ، ركز قليلاً ستجد أنها المرحلة الاولى من الحب، وانتظر حتى تتعدا بداياته المبهرة وتعرف معي على مراحل الحب:
- مرحلة انبهار: مرحلة البداية والالعاب النارية والحماس والاشتياق والعالم الوردي وهنا تبدأ تشعر بكل شيء توده وترغبه في حياتك وترى الشخص الذي أمامك (كامل) وهذا هو الشخص الذي سيكون لي طول حياتي وتشعر أنه مختلف عن كل من قابلتهم في كل حياتك،ولا تراه إلا بعين الرضا. وهذه هي الفترة التي يركز عليها كل الافلام وتنتج كل القصائد والاغاني والصور وهي أروع ما في العلاقات الانسانية. لا تستعجل في هذه الفترة واحذر واحذر واحذر من قرار الارتباط في هذه المرحلة.
- مرحلة الاكتشافات: والتعارف والانغماس في كل شيء من حولكما ومعرفة التفاصيل ومنها الجيد وغير الجيد، الايجابي والسلبي، والعيوب والمزايا، والاهتمامات والتفاعلات. وتكتشف أشياء لم تكن تعرفها وقد تضايقك وتنفر منها. وهنا مرحلة طبيعية (وجميلة) وحين ترى أن هذا حدث في بدايات زواجك وارتباطك فاعلم أنك تسير في الطريق الصحيح. لأن الصورة الوردية المزيفة تخافت وهجها. وسترى الشخص على طبيعته دون تصنع وتراه أنت بعين الواقعية.
- مرحلة التعايش وهنا تصلان معا الى مرحلة كاملة في التعارف بكل العيوب الواقعية الطبيعية في الشخصيات، تتعرف على عيوب شريكك ومع ذلك تتعايش معها وتتقبلها وتتكيف معها هذه هي المرحلة الاصعب ولكنها هي الحياة لانها تتضمن وسيلتكما لحل الخلافات التي تنشب حتما بينكما (إن كنت تعتقد أن لا خلافات – فاسمح لي أنت لا تعيش في كوكب الأرض) وتعرف كيفية التعامل مع مفاتيح شريكك وان وصلت لها وأنت ما زلت ترغب في العيش مع هذا الشخص فأنت وصلت إلى أقصى درجات الحب التي يمكن أن تصل لها أي علاقة وصدقني لن تشعر أن هناك مشاكل فعلا أو حتى قضايا متعبة. وعليك أن تستحث مرحلة الانبهار بين فترة وأخرى كي تشعر بالالعاب النارية بينكما مجدداً.
إن الحب الحقيقي غير معرّف بصورة واحدة، ولكنه قد يكون العلاقة الناجحة التي تحافظ على اتزانها في جميع هذه المراحل.
رزقنا واياكم الزوجة الصالحة وباك الله لمن تزوج فى زوجته وجعلها سنداً له
شكرا على المقال