السلام عليكم،
قرأت في كتاب محاولة ثالثة لمحمد الرطيان عن هذه الـ(لا) الفاتنة التي قالتها امرأة سوداء حرة اسمها Rosa Louise Parks روزا باركس في وجه رجل أبيض عام ١٩٥٥م; والتي رفضت التخلي عن مقعدها في باص عمومي لشخص أبيض في زمن كانت العنصرية شديدة وتشعل بعد ذلك لاءات السود في كافة الولايات لأنها أظهرت حقها في الكثير من الأعراف والقوانين المضادة لها ولأمثالها.
تمر أحداث كثيرة في حياتنا -نحن كفتياتنا- يصعب علينا فيها اتخاذ القرار في أمر ما يمس حريتنا، أتذكر أنني كنت في أحد المباني التجارية ذات الشركات المتعددة التي تستخدم أكثر من مصعد في آن واحد مع وجود عدد لا منتهي من المستخدمين الرجال والنساء لمبنى بارتفاع ٢٠ طابق.. كنت أرغب الوصول للطابق العاشر.. وصلت قبل والدي فحاولت استخدام أحد المصاعد لكني كنت أرفض في كل مرة الصعود حين يحتوي على عدد من الرجال خاصة لو كان واحداً.. تأخرت كثيرا.. ولكن ذلك لم يزعجني الا حين وصل مأمور المبنى.. رجل خمسيني بشماغه وعقاله وشنبه الكثيف.. وسماحة وجهه.. لكنه صدمني حين قال: (لو انتظرتي كثيرا لن تركبي.. “مشّي” حالك واركبي مع أي أحد.. هذه الايام الوضع “سهالات” وكلهم أجانب.. ومن النادر أن تجدي سعوديين في المصعد)
أصبت بخرس لحظي لتفسيراته.. لتجاوزه.. لرغبته في “تمشية” الأمر.. قياس الرفض من جهتي وتطميني أن لا سعوديين حولي.. حتى أنني خفت منه.. ومن تفكيره.. بالرغم من بساطته.. لكني رفضت واعتذرت، وحادثت والدي وطلبت منه الاسراع في الحضور حتى يصحبني في المصعد.. وفعلا فعل! مع أني لم أخبره بما قال لي هذا الرجل،، الا بعد أن انتهينا من المشوار وانهيت عملي في ذلك المبنى.. لأنه سيغضب وقد يتحول النقاش مع هذا الرجل إلى نهايات غير جيدة!
- كم (لاءاً) مرت علينا في حياتنا ولم نستطع إظهارها، وكنت في حالة ماسة لتحقيقها.. كم مرة كنا في موتمرات عظيمة ومحاضرات كبيرة ولم نجد مكانا مناسباً لنا دون الحاجة أن يتصادم معي رجل آخر.. أو حتى يجلس بجانبي رجل.. ثم يشعرك من حولك أنك متخلف حين ترفض حضور مؤتمر مختلط.. أو لا تتقبل فكرة محاضرة عامة مفتوحة دون مكان “فعلي” مخصص للنساء..
- كم مرة تضايق العديد من السعوديين على وجه التحديد في الطائرة حين يقوم رجل بتغيير المقاعد لأنه يتجنب جلوس نساء وفتيات عائلته بالقرب من رجال آخرين؟ ويتم وصم هؤلاء بالرجعية.. بالرغم من أنها حرية لن تتعدا حريات الآخرين.. مع أنه يقول (لاءه) التي يؤمن بها؟
- كم (لاءاً) كانت حاضرة لكنها لم تظهر.. خوفاً.. أو تردداً.. أو تكاسلاً.. أو ربما صمتت عنها الفتاة لأنها في حالة “حاجة”
- كم .. وكم (لاءااااات).. مختلفة..
قلت تلك الـ(لا) لقيمة أعتز بها وأرفض ممارستها وإن كانت بسيطة.. أن لا أركب المصعد وحدي مع رجل غريب.. مهما زاد أو قل عددهم.. هذه قيمة أمارسها وقد أطلب من الرجل الارتجال من المصعد لو اضطريت لذلك.. أو لا أركب المصعد إطلاقاً.. في أي مجمع تجاري.. فندق.. مستشفى.. لأن هذه قيمة مهمة لدي وأحترمها وأحترم من يحترمها ويقدر في الاخرين حرياتهم في اختيار قيمهم..
قلت لا.. وخرجت من مكان ومحاضرة يجلس بجانبي بها رجل غريب.. لأن المؤتمر نسي أن للرجال مكان وللنساء مكان.. خاصة لو اضطروا لاستخدام ذات القاعة..
لم أستطع قول (لا) في مواقف كثيرة.. في حالة ضعف.. وقلة حيلة.. لكني حين قرأت أن في أكتوبر ٢٠٠٥ توفيت هذه الروزا السوداء والتي حصلت في حياتها على أعلى الأوسمة من الكونقرس وأقيمت لها مراسم للدفن لم تكن إلا لثلاثين شخص هناك.. وحصلت على الوسام الحقيقي قبل ذلك بمراحل حين كانت أحد أسباب قمع العنصرية ضد السود في أمريكا. فأي وسام سنحصل عليه نحن المسلمات حين فقط نقول (لا) في مكانها الصحيح!
ضعي قيمك أمامك.. كممارسة حقيقية وليست كشعار فقط.. واستخدمي سلاح كلمة (لا) من أجل الحفاظ عليها.. فانطلاق الـ(لا) ليس بالأمر السهل لكنه أيضًا ليس صعباً حين تتمسك بها إحدانا ضد ممارسة الآخرين تفاصيل بسيطة معاكسة لحرياتنا التي نؤمن بها.
وانا ايضاً راح استخدم الـ(لا) في انسب مكان لها
واقول لك : لا فض فوك
لا شلت يدا خطت هذه العبارات 🙂
تعجز الكلمات ..يا غالية من أن تبث السعادة التي غمرتني وأنا أقرأ .. ًلاءاتكً التي عجزت كثير من أخوانك قولها حياءا أو خوفا .. متساهله بقيمها التي تربت عليها .. لا تعلم أنها بذلك تفقد ثوابتها وثقة الآخرين بها ؟! ..
فاليحفظك الرحمن ويسدد رأيك ولنضع جميعا نصب أعيننا قولك:
( ضعي قيمك أمامك.. كممارسة حقيقية وليست كشعار فقط ؟!.. واستخدمت سلاح كلمة (لا) من أجل الحفاظ عليها..
بوركت
من قال لا
فقد قال ..
صحيح المرونه جميله في التعامل مع المواقف
على قوله الاخ( تمشية الحال)
لكن مانخليها تتعدى على حرياتنا وحدودنا الشخصية ..
وكأننا بدون هوية او شخصية
حمدالله كم مرة قلت لا لرجل كان بيصعد معاي الاسنسير
وكم مره قلت لا لمضيفة الطائرة ان مايجلس بجنبي رجل
وكانت الامور تمشي سهالات
احس في هالمواقف الرجال يحترمون اللي تقول لا و يتجاوبون لطلبها بكل سلاسة
بس احنا نتعود نقول لا ، وبعدها الامور تمشي حلوة 🙂
شكرا ياوعد
رائع
3>
كلماتك أثرت فيني
مشاري.. أ.إقبال.. صافية.. س
شكرا لكم ولكلماتكم 🙂
لا فظ فوك.. أجدتِ التعبير وأجدتِ اختيار القيم
لا فظ فوك.. أجدتِ التعبير وأجدتي اختيار القيم
مرسي أوى على الموقع الجميل دة .. و ربنا يوفقكم ان شاء الله
كلمة لا فى موضعها الصحيح هي التى تصنع الفارق بينك وبين من يعترض على أى شيء