.. ومآرب أخرى

السلام عليكم

تتزامن هذه الأيام الولادات المتكررة، ولله الحمد رزقنا الله قبل عدة أيام بولد جميل، والآن
قبل عدة ساعات كانت البنت العروسة الجديدة التي شرفت هذا العالم، المكتظ بالأولاد.
انتقلنا عبر المحلات لشراء شيء يليق بهما (الصغيرين) حتى تكررت الألوان بشكل
هستيري. (على الأقل بالنسبة لي) ما بين الورديات والزرق….!
شدني الاتفاق العام الذي اعتنقته جميع محلات الحلويات، ومحلات ملابس المواليد،
وحتى بطاقات الإهداء! أيعقل ذلك؟؟ لم أجد فكرة إتفق عليها العالم كاتفاقهم أن اللون
الأزرق مرتبط ارتباط كلي بالأولاد والوردي أو الزهري بالبنات!
وكأي حالة (تساؤل) تسيطر علي، فتحت صفحات البحث وبدأت بكتابة Why is the
Color Blue Used For Boys and Pink for Girls؟ وكتابة السؤال بالعربية
أيضاً. لكني تجاهلت الإجابات العربية ونتائج البحث (غير مقنعة). بالطبع الكثير من
المواضيع ظهرت بنفس صيغة السؤال تماماً، (لست وحدي الذي “تسائلت” ليعرف
السبب). وإليكم حصيلة ما فهمت:

I came across a piece of information that said that in the first half of
the 20th century, pink was a boy’s color while blue was a girl’s color.
But it didn’t say why the colors switched. —Jay B

في نصف القرن العشرين كان اللون الوردي للأولاد، واللون الأزرق للفتيات. ولكنهم لم
يقولوا لماذا وما هي الأسباب التي جعلت التبادل الآن.

أثار فضولي لماذا تم التغيير منذ ذلك الحين؟ وكيف لولد أن يحب اللون الوردي؟ حتى
قرأت قصة ظهور مفهوم اللون للمواليد. لأن وحتى تاريخ 1855 كانوا فقط يلبسونهم
اللون الأبيض. بعد ذلك، وفي أحد البرامج التلفزيونية وأحد عروض الأطفال، قاموا
بطرح عدة ألوان على المواليد من بينهم الأزرق والوردي، دون تحديد جنس معين
وتحديده بلون معين. من ضمنهم فتاة بشريطة وردية وتوأم لها ولد بشريطة زرقاء!!!
بالرغم من ذلك وحتى عام 1892 ما زال اللون الأبيض هو السائد ويرتدي جميع الأطفال
الوردي والبنفسجي والأزرق بكل درجاتهم دون تمييز.
بعد 1890s تغيرت أشكال (وليس ألوان) ملابس الأولاد والبنات عموماً في التفاصيل
الكثيرة (بعدما كان يتم تفريقها فقط بطريقة الأزرار الخلفية للبنات والأمامية للأولاد في
السابق)، ولكن محاولات جعل اللون أيضاً يحدد نوع الملابس لكلا الجنسين استغرق عدة
عقود من الزمن كي يتم الاتفاق على لون يميز ملابس البنت عن الولد تماشياً مع التصاميم
الشكلية التي كانت.

حتى الآن لا إجابة عن لماذا كان الوردي للأولاد وأصبح الآن للبنات؟؟!
حسناً،

Why pink for boys? Some argued that pink was a close relative of
red, seen as a fiery, manly color. Others traced the association of blue
with girls to the depiction of the Virgin Mary in blue.

الوردي من درجات االأحمر وهو اللون الناري واللون السائد في تلك الفترة عن القوة
والحماسة أي رجولي أكثر! أما اللون الأزرق للفتيات لارتباطه بلون مريم العذراء!! لذلك
كان في تلك القرون التبادل اللوني المختلف عن الحالي!! حتى أتى التوأم السابق ربما
ليغير هذه النظرة السائدة سابقاً.. ما زلت أفكر لعدم اقتناعي بالفكرة والقضية ولكني على
الأقل وجدت إجابة لتساؤلي الأم!!

لم يكن سؤالي فقط من أجل الاتفاق العالمي على اختصاص لون للذكور ولون للإناث،
ولكني بكل صراحة لدي سؤال أم أكبر من ذلك. لأني تفاجأت بتصدر اللون الوردي هذه
الأيام قائمة الأسواق السعودية كلون يرتديه (الذكور).
حتى أصبحت أرى أن القميص وردي للرجل، الكرافاة وردية، الشرابات وردية، ولن
أستغرب وجود حذاء وردي بعد اليوم في أرفف الرجال..! مما يجعلني أعتقد أن هناك
توأم جديد حاول أن يظهر بشكل لافت في أحد البرامج التلفزيونية ولكن هذه المرة بهذا
المنظر:
الولد: ناعم جداً، وبشعر حريري (تمت عملية السشوار) ويضع (لا بيلو) على “شفاهه”،
نحيف ورقيق ومايع تكاد تعتقد أنه أنثى ولكنه احتفظ باستقلاليته اللونية وارتدى الأزرق.
البنت: ترتدي الجينز، شعرها لا تكاد تراه من قصره، حركية وصاخبة، وتشعرك
بالاسترجال الشديد. كما أنها احترمت ثقافتها اللونية وارتدت الوردي أعلى الجينز وتحت
الجاكت الجلدي الأسود.

عدنا بعد ذلك إلى القرن الناري، وإن كانت لم تعجبني طريقة العودة. تظل عودة بطريقة
ما .. وهنسئا لمواليدنا الجدد .. 🙂