السلام عليكم،
حسناً قد أقابل بالرفض.. لكن جرب معي.. فكل شيء خاضع للتجربة..
فكر داخل الصندوق..
ودون محاولة الخروج عنه.. فما الذي يمنع ذلك؟ ما الذي بداخل الصندوق ولا يعجبك؟
إن كنت تشعر بضيق جدرانه فحاول إيجاد حل للتوسعة.. إن كان السقف منخفض ففكر كيف تزيد من ارتفاعه.. أو حتى الحفاظ على كل مقاساته وإيجاد حلول خاصة للتكيف معه دون الضغط على الراحة أو السوء الذي به.. لأني أؤمن أن الصندوق وحدوده ما هي إلا عامل يزيد من قدرتك على الابداع..
إن الحدود تولد الابداع.. كلما كانت هناك حدود أكثر كلما حصلت على إبداع أكثر.. ومحاولة أن أطلب منك التفكير داخل الصندوق هي مجرد محاولة أن أطلب منك أن تفكر خارج عقلك الذي اعتاد أن كل ما خارج الصندوق أمر جيد.. فإذا ما اتفقنا أن كل فكرة جديدة هي عبارة عن خليط من عناصر موجودة في بيئة محددة.. تحاول إيجاد روابط جديدة مع بعضها البعض.. فلو جلست في صندوقك (بيئة).. وبحثت داخله عن كل العناصر التي به (أفكارك + حدود) .. وأوجدت روابط جديدة به فستحصل على إبداع جديد..
فليست العبرة فيمن يستطيع صنع فكرة ابداعية وأنت حر بلا قيد..ولكن الابداع في أن تصنع فكرة وأنت مسجون بقيود مهما كان نوعها.. الحدود يمكن أن تكون سبب إبداعي للتفكير وإنتاج ما لا يخطر على بال في ظل ظروف قاهرة.. فاستخدام حدود مثل الوقت، أو المحتوى وربما نوع القائد أو المشرف على العمل.. فحياتنا تقع في علبة أو صندوق من الحدود، كالنظم والقوانين وبعض قوانين العادات والتقاليد والتي جميعا هي من صنعنا.. يستلزمنا الكثير من الوعي لمعرفة هذه الحدود في كيفية التعامل معها من أجل صنع فكرة طازجة جديدة وليس من أجل خرقها والتعدي عليها ومحاربتها بل من أجل استغلالها وتوظيفها لتكون مصدر لفكرة طازجة!
مثال…(؟)
عندما نستطيع تحويل شيء متعب وخانق إلى شيء مريح وعملي لا يعني أننا نفكر جيدا فحسب.. بل يعني ذلك أننا نعيش حياة جيدة أيضا
لو طلبت من 10 أشخاص تصميم غرفة نومك، سيخرج كل منهم بعشرة أفكار مختلفة ولا حد لها.. ولكن هل ستناسبك؟
لكن لو قلت لهم (لا أحد يغير السرير ولا الدولاب ولا حتى لون السقف ولا مكان الباب ولا مكان النافذة ولن أقبل بتغيير لون الجدار ونوعية الارضية) ثم سلمت هذه الغرفة لعشرة أشخاص.. هنا سيكون ابداعا لو تم تصميمها وفقا لحدودك وبما يناسب طلبك والالتزام بكل شروط.. وستظل داخل الصندوق لنفس حدودك.. وذلك من خلال صنع التوازن بين التعليمات المعطاة (حدود الصندوق مثلا) وبين الشجاعة \الجرأة في إيجاد شيء جديد..
الصندوق: هو كل ما هو موجود.. لديك وما تملكه من إمكانات، حدود، أفكار، روابط، واعتقادات..
- الفكرة: هي الربط بين الأشياء الموجودة بروابط جديدة
- الروابط: هي القدرة على إيجاد العلاقات المحتملة بين الاشياء الموجودة ورؤيتها وهذه الروابط تنقسم إلي: (ظاهرة: يراها الجميع واعتدنا عليها، غير ظاهر: المفكر الناجح يراها ويعرف إيجادها)
- المزيد من ما هو موجود: أي إضافة أشياء جديدة على عقلك من خلال (القراءة، المشاهدة، التعلم، التجربة، التدريب…)
إذن.. لديك أشياء مختلفة في عقلك.. اوجد روابط جديدة لها..
ماذا نفعل الان لنفكر داخل صناديقنا؟
- اعرف نفسك وإمكاناتك.. وماذا يوجد داخل عقلك.. (الحالة الشخصية + الفص الأيمن)
- حاول إيجاد عشرة أفكار جديدة (روابط) دون التفكير في الحدود
- اعرف صندوقك وما هي الامور التي تعيقك وتحدك وماذا يوجد داخل عقلك.. (القوانين + الفص الأيسر)
- طوّع الافكار ضمن حدود صندوقك وحدد أي الحدود القابلة للتخطي، والحدود التي لا يمكنك إطلاقاً تجاوزها (حل المشكلات) انتبه لتلك المعوقات التي تعتبرها أنت معوق وهي مجرد وهم
- اتركها فترة للاحتضان أو خذ فترة راحة..
- طور (رابط) فكرة واحدة تعجبك.. ستجد أنك وصلت لشيء جديد مناسب لك ولصندوقك
تذكر أن ليس للإبداع حدود، حتى لو كانت داخل صندوق محكم الاغلاق.. فالطاقة الكامنة في الإمكانات غير المعروفة هي السر..
شكرا جزيلا
كلام واقعي ومتزن
حين قرآئتي بين سطورك .. آمنت فعلاً أن وضع حدود ما تجعلني أٌنجز أعمالي .. سواءً كانت هذة الحدود هي الوقت ، المادة ، الهدف أو شخص ما ..
الاحدود يميل للفوضوية والتخبط ..
صدقتي عزيزتي .. تدوينة جددت روح الحماس من جديد 🙂 .
رائع!
الحُدود والضغوطات هي ما تولد فينا الابداع!
من بعد هذه التدوينة.. سجليني من أهل الصناديق 🙂
مُتابعة لك ان شاء الله
دام ابداعُك!
الابداع يولد من رحم الفقر
صراحه وش اكتب وش اخلي مدونة فوق الوصف واجمل من الخيال بالنسبة لي افضل مدونة
ودي اكتب لكن الكلام يعجز عن وصف المدونه الاكثر من رائعه
نسال الله ان يوفقك ويعطيك الصحه والعافيه
تدوينة جميلة …..
مقال رائع ومدونة ممتازة
الإبداع إذن أن تفكر داخل الصناديق ( الحدود ) التي لا يمكن تغييرها
ولكن الخروج من الصناديق التي تصنعها لنفسك من حدود وهمية !
دمت بخير
الأهم هو التحكم الكامل فى تلك الطاقة الكامنة داخلك