السلام عليكم،
من أصعب الأمور التي قد تمر على الإنسان هو عملية اتخاذ قرار ما في قضية ما بغض النظر عن نوعها، ويصاحبها قلق وخوف وحتى تردد. قد تكون تلك القضية شراء جهاز جديد كالهاتف الخلوي مثلاً. وربما يكون قرار يرتبط بعلاقته الزوجية مدى الحياة. وعلى صعيد العمل سيكون بالتأكيد هناك قرارات مختلفة الحجم والتأثير وحتى الوقت الكافي بين إصدار القرار وتنفيذه ..أيضاً دراسياً كاختيار التخصص أو حتى الانسحاب منه، شراء منزل، سيارة، أو حتى وجبة عشاء 🙂
أو ربما البداية في فكرة ما، قد تجد الان أن الموضوع لا يستدعي كيفية اتخاذ قرار ولكني في بعض الاحيان استصعب الخوض في فكرة جديدة لصعوبة اتخاذ القرار لذلك أود مشاركتك بما تعلمته..
هناك خطوات إجرائية محددة قد تعين على اتخاذ القرار وتلك طريقة أعتقد أنها مجدية لتسهيل تلك العملية. هذه الخطوات قمت بتجربتها بنفسي بعد ما مررت بتجربة تحتم علي اتخاذ قرار أعتبره مصيري ويحدد تبعات مستقبلية، ودائماً كنت أتساءل هل عملية اتخاذ القرار صعبة؟ أم هناك خطوط رئيسية ترشدني دون أدنى شك إلى الطريق الصحيح؟
هل هناك نسبة وتناسب بين اختياري وإحساسي الداخلي (الحدس) بصحة القرار أم هو أمر لا أستطيع قياسه؟
المخاطرة والمجازفة في تقريري إلى أي مدى أعتمد عليها؟ ألا يوجد خطوط محددة وواضحة أستطيع تجربتها كي أقيس ذلك؟
حسناً بالرغم من كل ما سبق وحتى باتباع تلك الطرق الاجرائية في عملية اتخاذ القرار، هل ذللك يعني أن ما قمت به صحيح؟ وذلك القرار صائب؟ حتى الآن لا أجزم إلا بقوله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فلا يوجد دليل إطلاقا أن القرار صحيح ما لم تتخذه وتقوم به فإما أنك خسرت أو ربحت وهذا وحده كافي لتميز بين صحة اتخاذ القرار من عدمه!
لكن تنقسم الخطوات الإجرائية إلى جزئين، الأول: هو المرحلة المعنوية، والأخرى: هي المرحلة المادية والتي يمكن تقسيمها كالتالي:
- الشعور بالمشكلة وتحديدها: تقر أن هناك أمر ما (لفظ مشكلة لا يعني بالضرورة حدث سيء)، وتعرف أن هذا الأمر يحتاج لحل أو فعل محدد أو حتى قرار لوقفه أو استمراره.
- تحديد المعايير: من هنا قد تقرر أولوياتك، شروطك، اهتمامتك في هذا الأمر تحديداً، ماذا تريد وكيف تريد أن تكون؟
- جمع البيانات والمعلومات: الأعضاء داخل القضية، من متضرر ومن المستفيد، ماذا يترتب على القرار؟ كل ما يتعلق بالموضوع من معلومات الأسعار، الأدوات، الوقت، وكل ما يلزم.
- تحديد البدائل: ماذا لو؟ هل من الممكن؟ حلول أخرى..
- تحليل وتقويم القرارات والبدائل: ربما هنا أفضل كتابتها على ورقة لمقارنة بسيطة بين البدائل (من حيث الايجابية والسلبية وتقرير الأولوية)
- اختيار البديل المناسب: أفضل حل أو قرار من وجهة نظرك بعد التحليل يناسبك
- اتخاذ القرار
- العزم: الكثير يخوض كل تلك الخطوات ويقرر ما يريد ولكن لا بنفذه ولا يعزم على القيام به
كل تلك الخطوات تعتبر مرحلة الشورى أو ما يقال عنها الاستشارة.. أما المرحلة المعنوية فهي:
- اليقين بسببية اتخاذ القرار: أي الايمان والاقتناع بذلك وأنه الأفضل لك، وليس ما يعتقده الاخرون أنه أفضل لك
- الاستخارة: وهي صلاة ودعاء مشروع من يسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
- الدعاء
- التوكل على الله
وتلك الخطوات لا يشترط ترتيبها بعكس الخطوات المادية، كما أن المرحلة المعنوية هي التي يطلق عليها الثقة بالله.
وتذكر أن كل يأتيك خير حتى بعد اتخاذك قرار ما، ولم يتم الأمر كما تراه مناسب..في كل مرة أقوم بتجربة هذه الخطوات الاجرائية المادية (لا أعتقد أن هناك شك في المرحلة المعنوية فتجربيها يعتبر تشكيك وانتفاء الثقة بالله) أجد أنها مجدية وصدق القائل “ماخاب من استشار وما ندم من استخار”..