السلام عليكم،
عيدكم مبارك.. وتقبل الله طاعاتكم!
أشعر بالملل لذلك رغبت في كتابة هذا الموضوع، وحين تتحدث مع شخص ما عن الملل يقول لك أشغل نفسك وسيذهب الملل.. لكني اكتشفت أن هناك فرق بين أن تكون (زهقان) أي في حالة ملل وبين أن لا يكون لديك شيء (فراغ)..
إنه الشعور بالملل وليس الفراغ!
ففي حالة الفراغ، نتجه – معظمنا- إلى البحث عن نشاطات جديدة، أو القيام بنشاط يسد الحالة ويبعدنا عن مجرد التفكير في أننا (فاضين)! وذلك تجنباً لحالة القلق التي تصيبنا عندما نحس بالملل المرافق للفراغ (الفضاوة). البعض الآخر قد يبتكر شيئاً جديدا، وقد يكون لا يمت للعقل بصلة ثم يقول: “يا خي من الفضاوة”!
لكن الإحساس بالملل مختلف، وإن تقاطع مع قضية الفراغ في أنك (تتعب من الفعل نفسه فتحس أنك لا تريد أن تفعل شيئاً آخر). فالإحساس بالملل هو تكرار الفعل نفسه في كل مرة دون أدنى شعور جديد، فتتساوى لديك الأيام والشهور والعلاقات وحتى نكهة الطعام. وذلك الشعور أمر طبيعي وشعور يعتبر صحي، ولكن يجب عليك أن تتعامل معه بهدوء دون عصبية أو تذمر!
وشخصياً تنتابني العصبية والضيق عندما أشعر بالملل من أفعالي المتكررة كل يوم، لا شيء جديد! لا يوجد أمر أقوم به يختلف عن اليوم السابق، لاحظت أن:
منذ أن كنا في المدرسة، كنا نحب أن يكون الدرس خارج الفصل بين وقت وآخر، لماذا؟ لأننا نريد شيئاً مختلفاً!
في الجامعة، نسعى لاكتساب أفكار جديدة، وأصدقاء جدد، لأننا نريد التغيير!
في الخروج العائلي، نبحث عن مقهى جديد، عن مطعم مختلف، لأننا نحب أن نجرب أي شي مختلف!
في العمل، يصرخ الجميع أن العمل ممل والمدير سيء والزملاء مملون، وقد نقبل على الاستقالة أو حتى الغياب، لأننا (ملينا)!
في النت، نزور مواقع جديدة، ونتعرف على أشخاص جدد،بدافع التعرف والاقتراب من تجارب جديدة، لأننا (زهقنا) من حياتنا ونريد شيئاً يعصف بنا إلى ضفة جديدة!
حتى في الحياة، يتزوج الآخرون مرة ثانية (أحياناً)، لأنهم يريدون التجديد والتغيير، فالملل أصاب حياتهم!!
في … كل شيء نبحث عن شيء مختلف وجديد، وتلك فطرة وطبيعة .. ولست ضدها أبداً!
فكرت كثيراً في الأمر وقياساً على كل مرة أشعر بها بذات الشعور، أصبحت أفكر قليلاً!
زهق، زهق، زهق! وأقوم بتمرير العبارة لكل من حولي، زهققققق! حتى يضجر الآخرون مني، ويعيشون في نفس المزاج! (قد أفعلها دون قصد) ومن ثم تكون النتيجة زهق مضاعف (في العمل، في البيت، وحتى في النت)! ولا يوجد هناك أمر يساعد على كسر الملل! وفي كل مرة أتوصل إلى نفس النتيجة (ملل مضاعف) ومكرر بمقدار أس مليون (زهق) مضروب في (زهق) جماعي على (زهق) من العيار الثقيل!
فلو كانت عملية الزهق قطعة مستقيمة وفي كل مرة أنتقل من النقطة أ إلى النقطة ب بنفس الاحساس (اللي يزهّق)! ولكني أعود من النقطة ب الى أ دون جدوى وكأنني في حلقة مفرغة (فارغة) دون نهاية أو وسيلة حقيقية لكسرها وكسر الملل الذي يصيبني داخلها! وبالطبع، أن تعيش في نفس الحلقة كل يوم هو أمر يصيب العصبية، والتخاذل، وسوء النفسية، وبالتالي قلة الانتاجية والذي بدوره يؤدي إلى جودة حياة “سيئة”! وأنا مللت ذلك! وراقبت نفسي وقررت!
ماذا لو ابتكرت في نقطة مبكرة – في القطعة المستقيمة – نقطة عند النقطة ج والتي تقع قبل النقطة ب شعوراً مختلفاً عن الزهق؟ أو الملل؟
لأنهما (الملل\الزهق) : حالة أو مزاج يصنعه الإنسان بنفسه، وينتج من اعتيادنا على الإثارة والنشاط. أي أن عقلنا وتفكيرنا وتعودنا على شيء ما هو من يتلاعب بمزاجنا ويجعلنا ندخل في حالة تريد المزيد من التجديد ومن التفاعل!
حيث يقنعنا الشعور أن الحياة ستكون أفضل كثيراً لو لم نكن في حالة ملل، وأكثر تشويقاً لو عثرنا على شيء آخر نقوم به، أو حدث شيء مختلف، وستكون الحياة سيئة الآن إن لم نقم بالتغيير!
اكتشفت أن لا شيء أفضل من أن تجلس وتسترخي فقط، في هذه النقطة تحديداً لا تقم بشيء نهائياً لمدة قصيرة.
فقط ابتسم، اصمت، اغمض عينيك، وحاول أن تركز في حالة الهدوء. (غالباً أذهب للنوم بعدها!)
جربت هذه الطريقة ووجدت أن وتيرة الحياة تمشي بطريقة أكثر توازناً، دون عصبية، ودون ملل ودون شعور بالفقد (فقد التجديد والبحث عن أمر جديد يغير من روتين الحياة)
نعم، لست من أولئك الذين يقفون ضد التغيير، فأنا أول الأشخاص الذين يحبون التغيير والكف عن ممارسة نفس الأمور، ولكن تمهل ليس كل مرة التغيير مفيد، فأنت شخص منتج في عملك بطريقة جيدة، دراستك تسير على ما يرام، صحتك جيدة وتمارس حياتك بطريقة سليمة. إذن، مفاصل التغيير لا يجب أن تكون بصورة يومية، ألا تعتقد أن حالة الملل والزهق ما هي إلا زائر يأتيك يومياً إن لم يكن طول الوقت (زهققاااااااااااااااااااان) ويجب أن تقوم بفعل جيد يساعد في حل هذه القضية؟!
شخصياً: جربت فقط أن أبتسم حالما أجد نفسي في مأزق الملل، أو وصلت إلى الحالة! وأقوم فقط بالسكوت دون شيء لمدة قصيرة من الوقت (نسبية). وأن أتعايش مع اللحظة دون محاولة التفكير بأمور الأمس أو الغد. جرب ذلك، لن تخسر شيئاً.
اصمت ولا تتحدث، لا ترد على الهاتف، لا تحادث أحد .. أذكر الله واسترخي.. أعدك أنك ستعود إلى العمل بمزاج مختلف، وإلى دراستك بطريقة مختلفة (لأنك سمحت لنفسك أن تعيش ثواني دون شيء يزيد من حالة الانزعاج)
حسناً، من باب حب التخيل، دعني أتوقف قليلاً لوصف الحالة: وتخيل الملاهي (المدن الترفيهية) هناك ألعاب تدور حول محور واحد فقط. وتدور وتدور وتدور حتى تصيبك بالصداع والتعب والكثير من الصراخ. نعم أتفق معك إنها ممتعة جداً، ولكن لو كنت تلعب بها يومياً ستصاب بالهستيريا، وقد تشعر بأنك لا تملك عقلاً يفكر، وقد تفقد متعتك في الصراخ (زهقنا من كثر من نقول احنا زهقانين) !
إذن، ستفكر بلعبة جديدة، (سيارات تصادم مثلاً) أو حتى القطار الحلزوني، أو أي لعبة جديدة. وإن كانت فكرة سديدة لأن التغيير أمر مطلوب، صدقني ستمل مع الوقت من التغيير المتكرر لكل لعبة تريد أن تلعبها.
جرب بين فترة وأخرى أن تذهب لتجلس فقط وتتفرج على المدينة من حولك، بعدها ستقرر أن تركب وتلعب من جديد نفس الألعاب، لأنك أخذت قسطاً جيداً من الراحة!
تلك تجربة مررت بها ..
واستطعت التغلب – نسبياً -على جانب كبير من الملل!
موضوع جميل
فكرة رائعة تستحق التجربة
شكراً لك
موضووع جدا راائع
وانا شخصيا لااحب ان انطقها ولا اسمعها حتى لا اصاب بالعدوى
جزيتي خيرااا
لفتتني فقرة التغيير، حينما قلت بأننا لسنا بحاجته دائمًا للتخلص من الملل. لكن من تجربة شخصية، أجد أنه ينطبق على الأمور الأكبر (الدراسة، العمل) ولا ينطبق على العادات والسلوكيات الأقل في حجمها رغم تكراريتها. فتكراريتها هذه هي ما يجلب الملل وتغييرها أو التوقف عنها سيكون سببًا في التخلص منه.
مووضع تحفه ومدونه ملهاش حل
حاجه روعه
كلامك بطريقة التغلب عالملل أعجبني أنا غالبا ماانجر حول التغيير أو بدال مااتغلب على الملل أعيشه لين يأكلني اكل
الله يعطيك العافية كلامك من القلب ماشاءالله عليك
كلام رائع
بارك الله فيك