السلام عليكم،
كل شيء “مرتبط” بكل شيء
نقطة نهاية مشوار كيف تفكر مثل ليو ناردو دافنشي؟ بعد أن دفعنا الفضول curiosita، وأصبحنا على استعداد للمظاهرة dimostrazione، وأشعلنا الشعور sensazione ، واستطعنا الميل Sfumato ، وبتوازن بين الفن\العلم Arte/Scienza ،والوعي بالجسد Corporalita ، لا شيء أجمل من الربط Connessione بينهم!
الربط\.. هو اعتراف بوجود علاقة بين كل الأشياء والظواهر!
فحين تقوم بقذف حجر صغير في مسطح مائي، فإن حركة الماء تتغير وتنتقل عبر حلقات دائرية.. تأخذ في التوسع شيئًا فشيئًا. ركز على هذه الصورة في ذهنك، واسأل نفسك كيف قام الحجر بالتأثير على مسطح الماء؟ وكيف أثرت كل حلقة حركة في الماء بالحلقة التي تليها؟ ومن أين حصلت تلك الدوائر على الطاقة كي تتحرك؟ واين تذهب تلك الطاقة؟
إن الحركة المستمرة لتلك الدوائر ما هي إلا صورة من صور الترابط في الحياة! فحين يضرب الحجر سطح الماء، يولد مجموعة الدوائر المتلاحقة، وتتوزع حتى تختفي في النهاية. ويمكن ربط الفكرة ذاتها بانتقال الصوت في الفراغ عبر موجات عرضية أو طولية..
سبحان من خلق الكون، بكل تفاصيله المتعددة، في أشكالها، ألوانها، أحجامها، صورها، في كل جزء منها فيه متصلة بشكل أو بآخر في نقطة ما!
كل شيء يأتي من كل شيء آخر، وكل شيء مصنوع من شيء آخر يؤدي إلى شيء آخر جديد. ويعود مرة أخرى إلى شيء آخر!
لكي تعرف كيف؟ قد يكون هذا الإعلان الذي تم عرضه كإعلان لقناة العربية منذ سنتين وسيلة تساعد على استيعاب الفكرة!
- هل أملك الوعي البيئي؟
- هل أستمتع بالابتسامات، الاستعارات التشبيهية؟
- هل أحاول الربط بين الأمور من حولي والتي لا يراها الآخرين؟
- حين أسافر، أحاول التداخل مع السكان الأصليين والتعرف على الاختلافات؟
- هل أبحث عن حلول (كلية) للحمية، للصحة، والشفاء؟
- هل أملك إحساس جيد عن النسبة والتناسب؟
- هل أستطيع إيجاد الروابط بين العلاقات العائلية، والنمطية المتكررة والأنظمة الداخلية بين الناس في عائلتي ومكان عملي؟
تأمل في كلية الكون كي تتعرف على نفسك\..
- ماذا تعني الكلية بالنسبة لك؟
- حاول التعبير عن مفهوم الكلية بالرسم، أو بـ 25 كلمة.
- هل تشعر بالكلية في حياتك اليومية؟
- ما هي الأجزاء الصغيرة التي تتكون منها شخصيتك؟
- هل لديك أجزاء صغيرة تتناقض مع أجزاء أخرى في تكوين شخصيتك؟
- هل تعاني من الصراع بين تلك الأجزاء المتناقضة؟
- هل يتعارض: قلبك، عقلك، جسدك؟ أو هل قد اتفقوا جميعهم في أمر ما؟
- إن كان ذلك، فأ الأجزاء الذي يسيطر؟
نظام عائلتك\..
من أجل فهم أكبر لنفسك دعنا نحاول استعارة نظام عائلتك الصغيرة، وتطبيقها عليك.. كالتالي:
- ما هي الأدوار التي يلعبها كل فرد في عائلتك؟
- كيف تتداخل\تترابط تلك الأدوار مع بعضها البعض؟
- ماذا تستفيد من تعدد الأدوار في عائلتك؟ وماذا يكلفك ذلك؟
- ماذا يحدث لتلك الأدوار تحت حالات الضغط أو المشاكل؟
- ما هي الأمور المتكررة عبر الأجيال المختلفة في عائلتك؟ الأحداث النمطية؟
- ما هي القوى الخارجية التي يمكن أن تؤثر على نظام العائلة؟
- كيف كانت الأدوار قبل سنة؟ قبل سبع سنوات؟ كيف تغيرت؟ كيف تكون بعد سنة؟ وبعد سبع سنوات؟
- ما الأدوار التي تعلمتها من عائلتك يمكن أن تستفيد منها حين تكون ضمن مجموعة متعددة الأدوار؟
جسم الإنسان = العائلة\..
الآن حاول تشبيه عائلتك بجسم الإنسان أو بجسمك..
- من الذي يلعب دور الرأس في عائلتك؟
- ومن هو القلب؟
- من هو العمود الفقري؟ وكيف يمكن أن يصلب الجسم؟
- من هو حاسة السمع؟ البصر؟ التذوق؟ واللمس؟ والشم؟
- هل الذي يلعب دور الرأس من أفراد عائلتك متوازن مع باقي الجسم؟
- هل الذي يلعب دور اليد اليمنى يعلم عن اليد اليسرى؟
- هل يوجد عقلين في عائلتك؟ أم قلبين؟ أم هناك توازن بينهما؟
- ما هي جودة الأغذية التي تحصل عليها للجسم\العائلة؟ (ليست الأغذية الحقيقية ولكن أغذية التعامل)
- كيف يمكنك أن تصف عمليات الهضم والاستفادة من تلك الأغذية؟
- كيف يمكن أن تكون عمليات التخلص من الأمور الضارة بجسم عائلتك؟
- كيف هي العمليات المختلفة في جسم الإنسان؟ وكيف يمكنك أن تحافظ عليها دون أن تتصلب الشرايين؟ أو دون أن تصل إلى الجلطة!
- هل لدى الجسم وعي بصحته على مدى العمر الطويل؟ وهل يسعى من أجل المرونة والقوة والثبات عند الأمراض؟
- هل يعي أن هناك امراض قد تصيبه؟
تشبيه العائلة بالجسد وسيلة جيدة من أجل معرفتها وقياسها والتنبؤ بأعراض مرونتها وثباتها .. فجرب التمرين وشارك به أفراد عائلتك. كما أن الترابط في المؤسسة، أو في البيت أو في نفسك هي وسيلة من أجل معرفة درجات التعقيد في النظام وتكرار الأحداث وأسبابها مما يساعد على إيجاد روابط جديدة لوضع hلحلول والحد من المشاكل.
نحن نرى كل الأنظمة والخطط بشكل خط مستقيم، في حين تتكون تلك الأنظمة من روابط مختلفة بشكل دوائر مترابطةيعود كل سبب إلى شيء ما سابق، ويرجع إلى شيء ما آخر.. وتجاهل دورة حياة الأشياء وروابطها يزيد من تعقيد فهمها والتعامل معها..
ولتسهل عليك عملية فهم المؤسسة التي تعمل بها.. حاول تطبيق تمرين جسم الإنسان عليها.. كي تعرف من هو الرأس والقلب، وأنظمة القوت اليومي وأنظمة التخلص من الفائض السيء.. كما ستتعرف على خطط المحافظة على التوازن والثبات بذات الطريقة البسيطة .. بالطبع تحتاج لتقسيمها وتقطيعها إلى أجزاء وربما رسمها بطريقة الخريطة الذهنية كي تسهل على نفسك الفهم وإيجاد الحلول والخطط الجديدة.
الوحدة\..
ربط الأشياء التي لا تملك رابط، وإيجاد وسائل مختلفة لربطها من أجل إنتاج شيء ما جديد!
- ما الرابط بين الانترنت والضفدع الكبير؟
أرجل الضفدع ذات شكل يشبه الشبكة التي تربط الكل بالطرف، الانترنت: الشبكة التي تربط العالم بك!
- استمتع وجرب الرابط بين: ورقة الشجر ويد الإنسان؟ الضحكة والعقدة؟ الشوربة والمدينة؟ الرياضيات والبيتزا؟ ساعة الذروة في الشارع ومديرك؟ الشطرنج وعائلتك؟ الاقتصاد والسلطة؟ كرة القدم ودراستك؟ صديقك والمطر 🙂
الكل والجزء\..
الإنسان هو جزء من عالم كامل، والإنسان يتكون من أجزاء مختلفة في الحجم.. ويتكون كل جزء من خلايا أصغر وأصغر سبحان الله ..
الخلية، العضو، الجهاز، الإنسان، العائلة، المجتمع، المنطقة، البلد، الأرض، المجرة، الكون...
وبالطبع تستطيع إيجاد الأنظمة المترابطة بين كل جزء وزيادة التسلسل من أجل الوصول إلى فهم أكبر من بداية الجزء إلى الكلية! وانتقال المعلومات والترابطات، بين الأسلاك، الستلايات، الشوارع، قنوات المياة والتصريف، الروابط اللاسلكية، الروابط الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الدينية، ودورك وعلاقتك أنت في كل تلك العلاقات وتأثيرها عليك.
الحوار التخيلي\..
من منا لا يعيش سيناريو مع نفسه في الحالات التي يود بها اتخاذ قرار، أو معرفة التصرف في أمر ما.. خاصة حين تبدأ بصنع حوار تخيلي بين طرفين أو بينك وبين نفسك لمعرفة الأراء المتعددة!
الحمد لله .. إنها طريقة مجدية .. ولكن ماذا لو طورت عملية الحوار التخيلي إلى أعمق من مجرد أنت مع أنت .. وانتقلت بها إلى حوار تخيلي مع قدوة ما .. أو شخصية ما مشهورة.. أو حتى لأسوء شخص مر عليك في حياتك؟ تلك عملية مفيدة من أجل الحصول على عدة أراء مختلفة..
- تخيل ماذا لو حدث أن كنت في معترك اتخاذ قرار وجمعت كل من: بيل قيتس وسوبر مان؟ الوليد بن طلال والموناليزا؟ أوباما ونزار قباني؟ هتلر ووالدك وأستاذك؟ والدتي وغازي القصيبي وأنا!
- اختر أي الشخصيات التي تعرف طريقة تفكيرها واجمعها في حوار تخيلي لحل مشكلتك، واطرح وجهات النظر لما تعتقد أن صاحب الشخصية سيراها من هذا المنظور..
- حاول تغيير الشخصيات من الواقع أو من الرموز المشهورة أو حتى من عائلتك..
ما المصدر؟ ومن أين أتى؟\..
من أجمل التمارين للتعرف على الروابط هو محاولة الرجوع إلى أصل كل شيء.. والقيام به مرة بعد أخرى يعطيك العمق في معرفة الروابط المختلفة في حياتك وتأثير كل شيء على كل شيء.
- ابدأ التمرين على جلسة عشاء أو غداء.. وابحث عن أصل الطبق الذي أمامك.. إن احتوى على الأرز أو الدجاج.. من أين وصلك الأرز؟ كيف وصل إلى السوبرماركت؟ كيف تم شحنه؟ كيف تم جمعه؟ زراعته؟ سقيه؟ من قام بذلك؟ ومتى؟
- قم برسم خريطة ذهنية في عقلك لعشاء الذي أمامك وحاول الوصول إلى المصدر الرئيسي عبر إرجاع كل شيء إلى مصدره.
في أحد الفصول الدراسية، قام البرفسور بطرح مادة الدرس دون أن يتجهز للمادة.. بعد أن تحدى طلابه اختراع مادة اليوم.. فطلب الطلاب أن يشرح أي شيء عن كوب الفلين الذي بيده.. (وسيلة تحدي مرتدة ) وما كان له إلا أن يبدأ برسم الكوب في منتصف السبورة والبحث عن أصل الكوب!
وخلال ساعتين لم يتوقف البروفسر الشرح، لأنه عاد إلى العملية الكيميائية في صناعة مادة الفلين، واختراع الفكرة، وأصل الفلين، العلاقة الاقتصادية في التسويق، والتحولات البيئة والتفاعلات الاجتماعية مع الكوب الفليني وتغير الصناعة وتدحرج الصحة التي أثرت على الاقتصاد والتصنيع والتغذية على طعام الطلاب وشربهم!
- جرب أن تعود بكل شيء إلى أصله: الكتاب، الكمبيوتر، الملابس، الساعة التي بيدك، الماء الذي تستخدمه مباشرة من صنبور الماء!
نهر حياتك = خط الزمن\..
ولأننا نحب الاستعارات والتشبيه كوسيلة لربط الأشياء، فتخيل حياتك كالنهر الجاري إلى عمر طويل بإذن الله! فهو وسيلة لرؤية الصورة الشاملة لحياتك، لأنه يحتوي على المناسبات، التدفق، حياتك الشخصية وعلاقتها بمن حولها. وتأثير عوامل الطقس والمناخ وتغير شهور السنة عليك.. إضافة إلى العوامل الخارجية من مجتمع عليك!
- لنجرب رسم خط حياتك أمام عينك.
- تخيل المصب، والمصدر..
- هل هي على سفح جبل؟ أم كانت من سهل؟
- ماذا يعني لك السفح وكيف ترى السهل؟
- هل تتجه إلى المحيط؟ هل تتجه إلى منطقة جبلية؟
- قم بوصف: سدود حياتك، دواماتها، منحدراتك، الشلالات لحياتك حتى الآن.
- ما هي علاقة نهرك بالأنهار الأخرى من حولك؟ هل هناك تقاطعات؟ هل السدود لها علاقة بالسدود؟ أم الشلال يقع في المنحدر نهر آخر؟
- هل لنهرك علاقة بمسطحات مائية أخرى؟ ما علاقته بالمحيط؟ بالنهر الآخر؟ بالبحر؟ بالمستنقع؟ بركة الماء؟
- ما هو عمق نهرك؟
- ما مدى نقاءه؟
- هل سبق وأن تجمد ماء نهرك؟ أو حتى كاد أن يجف؟ أو جف تمامًا؟ أو حتى حدث له فيضان؟
- هل مررت بتسونامي؟
استخدم قدرتك على الاختيار جودة نهرك من الآن فصاعدًا بعد أن استطعت رؤيته أمام عينك!
ولأنك شخص وصل إلى الحلقة الأخيرة، الحمدلله وقرأ الحلقات السابقة من كيف تفكر مثل دافنشي؟ لديك الفضول والالتزام والرغبة في المزيد من التعلم فأنت بطبيعتك الفطرية تسعى إلى الربط!
- جسديًا: نحن نسعى للصحة، health وهي كلمة تعني بالانجليزية القديمة whole أي الكلية..
- نفسيًا: نحن نتوق إلى الشعور بالانتماء، الحميمية، المحبة، وصلاح القلب. ونعي في ديننا الحنيف أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
- فكريًا: نحن نبحث عن النمطية في علاقات الأشياء، نسعى لفهم الأنظمة من حولنا.
- روحانيًا: نحن نؤمن بوحدانية الله سبحانه وتعالى عبر التأمل والتفكر في الكون.
إن القدرة على الربط، ورؤية الترابط، والجمع بين الظواهر المختلفة هو لب الإبداع!
لكي تفهم نظام ما، حاول أن تعرف ماذا سيحدث تحت أقصى ظرف يمكن أن تصل إليه. في عائلتك مثلًا: في عقد زواج جديد، مرض خطير، ولادة حديثة، وفاة وعزاء. هنا ستحصل على فهم الأدوار الحقيقية للرأس والقلب والأطراف. وستتعرف على قدرة المؤسسة على التعامل مع لحظات الخسارة المادية، أو أي طارىء يمر بها!
وصلنا اليوم إلى الحلقة الأخيرة في السلسلة والتي تعني بداية جديدة لك.. فلا شيء ينتهي في الحياة.. وكل نهاية تعني بداية جديدة لشيء ما آخر فكل شيء مرتبط بكل شيء!
استعن بالله .. وتوكل عليه .. واجعل نهر حياتك يستمر في التدفق 🙂 بالطبع لا تستطيع التحكم بكل عوامل الطقس ولكن تفائل إن الله معنا!
بقي تمرين أخير.. حول كيفية رسم خريطة حياتك الذهنية في سبعة أيام .. تطبيقًا لكل ما تم في هذه السلسلة .. سيكون في وقت لاحق بإذن الله ..
أرجو أن تكونوا من المستفيدين.. وأنصحكم بقراءتها كاملة قبل تطبيق أي تمرين .. وإتمام كل الحلقات وقراءة المزيد منها.. ومن ثم القيام بالتمارين وتطبيقها على حياتكم ..
استمتعوا! 🙂