إرشيف شهر نوفمبر, 2024

اليوم جيد لملاحظة مكانك!

انظر حولك، لاحظ المكان، لا تتعامل معه كمساحة صامتة، بل كمخلوق حي!

هذا المكان يحمل أحلامك، ذكرياتك، إنجازك وحتى خسارتك.. مستقبلك وماضيك..

لاحظ الجدار، أملس أم متشقق؟ هل علقت عليه لوحات أم ضربات عمرك ولحظاتك التي عبرت من خلاله..

لاحظ السقف، كيف يبدو فوقك؟ هل هو شاهدٌ صامت على ليالٍ طويلة مليئة بالسكون أو الضجيج؟

ولاحظ الأرضيات التي تطؤها قدماك.. تلك التي تحتفظ بملامح أيامك.. ثم لاحظ نافذة المكان التي تطل منها الآن، هل هو منظر اعتدته فلم تعد تلاحظه، أم أنه يحمل تفاصيل جديدة مع كل تغيير في الجو؟

لاحظ مكانك.. هل يمنحك دفئًا مألوفًا كحضن عزيز؟ أم يُثير فيك شعورًا بالغربة؟ أهي ذكرياتٌ نُسجت في زواياه أم أحلامٌ تُبنى داخله؟ ثم تذكر مكانًا فقدته… كيف كان شكله؟ ماذا كنت تشعر حين كنت تتواجد فيه؟ هل ما يزال أثره في قلبك أم أن تفاصيله بدأت تخبو؟ تأمل كيف تتشابك الأماكن وأحاسيسنا؛ كيف تصير مساحة للأمان حينًا، وغصةً في القلب حينًا آخر!

الأماكن ليست مجرد مساحات نعيش فيها؛ بل قصص ترويها الجدران والنوافذ والأسقف… كل زاوية تحمل ذكرى، وكل نافذة تطل على حكاية، وكل سقف يحمي عوالمنا الخاصة!

 لاحظ واكتشف الجوانب الخفية من حياتك اليومية من مكانك..

أغمض عينيك. تخيل مكانًا تعرفه جيدًا. 

افتح عينيك الآن، وابدأ ملاحظة التفاصيل الصغيرة: ظل النور على الجدران، ملمس الأرض تحت قدميك، حتى الرائحة التي تملأ المكان..

ما حكاية المكان؟

التعليقات: 0 | الزيارات: | التاريخ: 2024/11/16

اليوم جيد لملاحظة طعامك!

تخيل أنك أمام وجبتك المعتادة، تتأمل تفاصيلها، كيف هو لون الطعام؟ الأبيض الناصع للأرز، التدرجات الذهبية للدجاج المشوي، الأخضر الداكن للملوخية، أو الأحمر العميق للطماطم؟ هل رأيت كيف تتضاد الألوان على طبقك وكأنها لوحة فنية رسمت بعناية؟

 لاحظ تداخل الروائح في الطبق: أغلق عينيك قليلاً واستنشق، هل هي روائح التوابل الشرقية الحارة؟ أم عطر النعناع الطازج؟ هل هي الأخباز الفورية من الفرن؟ ما الذي تشعر به؟ هل تذكرك الرائحة بمكان محدد أو لحظة معينة في حياتك؟ ربما يعيدك الكعك إلى مطبخ والدتك أو تأخذك نكهة التوابل إلى أسواق وشوارع أو رحلات بعيدة؟

 لاحظ كيف يذوب الطعام في فمك: كيف يتسلل المذاق الحلو ببطء ويمتزج بالمذاق المالح أو الحار؟ هل هناك طراوة الخبز وقرمشة السلطة؟ كيف تتفاعل النكهات في فمك؟ لاحظ طريقة تقديم الطعام: هل هو مزخرف بفن وإبداع؟ هل كل شيء في مكانه أم أن البساطة تسود والحب يطغى؟ ربما هو طبق تقليدي يحمل روح الوطن، أو وجبة فاخرة تذكّرك بالرفاهية!

لاحظ نفسك: هل تأكل في مكان مريح، تحت نور الشمس أم في ظل هادئ؟ هل الساعة متأخرة من الليل أم أن الصباح مليء بالضوء والأمل؟ هل يجلس معك أحد يشاركك هذه اللحظة أم أنك في عزلة هادئة مع طبقك؟ هل تأكل في السيارة أم في مكان لا يعرفه أحد؟ لاحظ شعورك: هل كنت جائعًا؟ وهل الشبع يقترب؟ كيف تغيرت مشاعرك منذ أول لقمة حتى آخرها؟

لاحظ طعامك بعين جديدة، دقق في طعمه ولونه ورائحته وطريقة تقديمه. ما هي القصص التي يخفيها طعامك عنك؟ لاحظ واكتشف الجوانب الخفية من حياتك اليومية.

ما القصة التي يرويها طعامك اليوم؟

التعليقات: 0 | الزيارات: | التاريخ:

اليوم هو يوم جيد للملاحظة!

يوم نقرر فيه أن نبطئ الخطوة، أن نفتح الأعين والقلوب على الحياة. لاحظ كيف يبدأ يومك؛ هل استمعت إلى صوت منبهك بعناية؟ أم أنه مر دون أن تعيره انتباهًا؟ لاحظ كيف تبدأ أشعة الشمس بالدخول إلى يومك، وكيف تختفي وتذهب؟ لاحظ الشوارع حين تخرج، كيف تتحرك الحياة حولك: الناس، ازدحام السيارات، الخطوات المتسارعة والمتباطئة. لاحظ مشاعرك، كيف تتغير بين لحظة وأخرى، ما الذي يجعلك سعيدًا؟ وما الذي يثير انزعاجك؟ لاحظ حديثك الداخلي، كيف تخاطب نفسك، وكيف تؤثر أفكارك على حالتك النفسية، كيف ترتفع أفكارك وتخفض حالتك المزاجية؟

لاحظ معي.. خلق الله سبحانه وتعالى بعين مختلفة، قال تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ). هذه دعوة كي تلاحظ معي ما في داخلك وخارجك من دلائل عظيمة على إبداع الخالق.

إليك سلسلة من “يوم جيد للملاحظة“ في حياتنا اليومية. سنكون معًا، يومًا بعد يوم، أسبوعًا بعد أسبوع، نستكشف ما يغيب عن أعيننا في زحمة الأيام. نحاول أن نلاحظ كل شيء، وأي شيء، من تفاصيل الحياة اليومية، لنعود لاكتشاف الجمال المخفي في أبسط الأشياء.

ابدأ اليوم بملاحظة تفاصيل حياتك، واكتشف ما فاتك من جمال في كل لحظة. عش الدهشة بكل معنى الكلمة، كن حاضرًا، ممتنًا لكل لحظة تمر عليك، واستمتع بما لم تره من قبل.

ما الذي أدهشك اليوم؟

التعليقات: 0 | الزيارات: | التاريخ: