عزيزتي أنتِ،
أعرف عمق ألمك، ومستوى شعورك، وتفاصيل انكسار قلبك، أدري أنها صفعة في حياتك، وصدمة غير متوقعة!
أفهم أنها لحظة لم تخطر على بال، الفقد والخيبة، غياب وخيانة، تغييرات في الحياة: من حمل وولادة وإجهاض ومرض، طلاق وموت، خسارة مالية ومعنوية، كلمات جارحة، صدمات في الوظيفة وفي الذرية وفي العائلة، أو الشريك، وبالطبع ضربة الصديقة، والصدمة من شخص أو حدث.. كل أنواع الخسارة من مكان وزمان، أرض ومال، علم وعمل وزوج، صحة وذرية، وضياع العمر!
هي “خيبة قلب”، ثم إنكار لكل ما حدث، يتوالى بعده غضب وكثير من البكاء، ومن ثم حالة (التوهان)، شعور بالقلق وربما الرعب، أو شيء من الخزي والعار.. يحدث هذا كله مع أنك لم تتجاوزي وقتًا من حزنك أو تجاوزتي الزمن، مهما مر الوقت وتعاقب الليل والنهار، يظل في قلبك ضربة الشعور الأول، وألم الموقف الذي حدث.. السيناريو يتكرر أمام عينيك.. والتفاصيل تعود في كل مرة..
ماذا الآن؟
أكتب هذه الرسالة كي أطبطب عليك، “لغلاك”.. ولأني أيضًا أريد حلًا معك..
الحل الذي ينتشلنا من شعور الضحية وترميم الفقد، إلى شعور المبادرة والبناء، بناءك أنتِ في أرضك الجرداء.. أو حتى لو لم يكن لديك أرض تقفين عليها..
بداية، الحمدالله على هذه المصيبة، ثم بالدعاء لها بكل أدعية المصائب..
ثم أن نبدأ بتقبل فكرة أن حياتك يمكن أن تتغير بشكل كبير جدًا، ومختلف عن توقعاتك وخططك..
أولى الخطوات: ابحثي في ذاكرتك عن شيء واحد مبهج ولو كان ضئيلاً، حاولي استدعائه الآن، استعيدي العيش به للحظات وابتسمي، يصدق العقل ذلك ولو كان خداعًا له..
ويعتاد شعورك مع الوقت على هذه الخدعة الصغيرة لتلافي مواقف الحزن التي تعود من جديد وتجعلنا “ننتكس”!
نتفق أن نضع حدًا للذكريات التي تعذبنا، وألا نسمح للحزن بالتغلب علينا.. مهما كانت شدته.. حزنٌ قوي/ضعيف، ألمٌ مميت/قاتل، شعورٌ مستمر، أو بطيء، وحتى ذلك المفاجئ!
استبدلي، استبدلي، استبدلي الصور المؤلمة الموجودة في عقلك بالصور الجديدة.. للمبنى الشامخ الجديد.. لشكلك أنتِ.. وتخيلي يومك الجديد..
سألت الله لي ولك باسمه الجبار..
جُبر قلبي أو هكذا أظن.. وهذا يروق لي..