السلام عليكم،
كتبت خلال التدوينات السابقة عن التعليم من مناظير مختلفة .. وشدني كثيراً احتدام النقاش في تدوينة أنتم معاقبون في أوساط متعددة ومن أشخاص مختلفين .. أما تدوينة اليوم فهي أيضاً عن التعليم ,وتعتبر تلك تجارب شخصية أعجبتني.. نقلتهم إليّ صديقتي الصدوقة .. فالتجربة الأولى كانت من أفكارها أم التجربة الثانية فهي نقل عن صديقة لها .. والإعلان الثالث كان وعد مني لموضي بعد أن تأخرت في إعلانه لها .. :$
Happy Wednesday\..
أو هكذا هي أسمته.. الأربعاء السعيد.. دخلت إلى الفصل في صباح يوم الأربعاء وقالت للطالبات صباح الأربعاء السعيد أو باللغة الإنجليزية Happy Wednesday واتفقت مع الطالبات على أن كل يوم أربعاء هو يوم سعيد.. يتم توزيع حلوى معينة وأن تشترط في هذا اليوم أن يكون أربعاءاً سعيداً ..
تقول لي صديقتي: التغيير البسيط الذي أطلق على هذا ايوم جعل الطالبات ينتظرن هذا اليوم طوال الأسبوع وليس لأنه أربعاء (نهاية الأسبوع) ولكنها تقول أنهن يكن في قمة تفاعلهن وقمة إحساسهم بالاستيعاب.. حتى بدأت في جعل شرح النقاط الصعبة في هذا اليوم دون أن تخشى خمولهن وانتظارهن الإجازة الأسبوعية..
وأصبحت تلك التجربة وهذا اليوم من أهم التجارب لهن .. فشروط هذا اليوم هي السعادة والتفاعل والمتعة والتجاوب.. وتخصيصه في يوم واحد يجعله مهماً لهن..
وصفت لي طالباتها .. وقالت لي: إنهن يسعين إلى المعلومة دون الحرص على العلامات.. حتى أنها تعترف أنهن يسألن كثيراً عن أشياء لا تعرفها هي (شيء طبيعي) وتطلبهن البحث عن تلك المعلومات وتبادلها في يوم الأربعاء السعيد حتى تتعلم هي وتتعلم كل الطالبات.. وليتني كنت طالبة في ذلك الفصل 🙂
الكتابة على الجدارن\
حكت لي صديقتي أيضاً عن تجربة إحدى المدارس وكتابة الطالبات على الجدران بطريقة سيئة وبكلمات نابية.. حتى اقترحت إحدى المعلمات تخصيص جدار وتحديده لجميع الطالبات للكتابة عليه بما يشاؤون..
نعم، أصبح هذا الجدار ملاذاً لمدة أسبوع لكل ما تخطر على بالك من كلمات سيئة ونابية وعبارات العشق والغرام والسب والشتم.. وفي كل يوم تقوم الادارة بمسح ما على الجدار وافتتاحه في اليوم التالي..
استمر الحال أسبوعاً كاملاً.. أو يزيد .. وكل من يريد الكتابة فالجدار مفتوح أمامه.. في الأسبوع التالي: تم اختيار عبارات محددة (ليست بذات الجمال) ولكنها خالية من السباب والشتم وتركها دون مسح.. والإعلان أنها كانت من أفضل العبارات..
استمر اختيار عبارة واحدة كل يوم دون مسح، حتى بدأت الطالبات بالحرص على اختيار عبارات جيدة والكتابة على الجدار بها حتى لا يتم مسحها إلى اليوم التالي.. حتى أنهن أصبحن يكتبن اسمهن ويوقعن بها..
قد تكون التجربة بسيطة ولكني أرى أنها حفزت الطالبات على تغيير بعض من سلوكهن البسيط المشين بذات الطريقة التي يحببنها .. وإن كان الكتابة على الجدران سلوك سيء.. فهنا تم استغلاله وتوجيهه بطريقة جيدة..
… موضي \
لي ابنة خالة عزيزة تدعى موضي، أحب هذه الموضي كثيراً .. وعادة ما نسميها ليلي..(وغلاها مو بس من غلا أمها 🙂 )..
في الصيف الماضي كنت في منزلهم وأرتني جزءاً من أعمالها الفنية .. وسمحت لي بحماس أن أقوم بتقليدها في بعض من أفكارها ..
ما يهمني هو ليس حماسها فقط ولكن الطريقة التي أوصلت بها مدرسة الفنية الحماس لها ولزميلاتها ..
اتفقت مدرسة الفنية أن كل طالبة تدفع 100 ريال في بداية الفصل الدراسي وستوفر هذه المدرسة لهن كل ما يحتجن من أدوات ووسائل من أجل المادة (قد يجد البعض أنها قد تكون حرامية وتسرق جيوب أباء الطالبات) ولكن لو فكرت قليلاً لوجدت أنها أراحت أولياء الأمور من الذهاب كل أسبوع للمكتبات وشراء ما يلزم وما لا يلزم..
بثت هذه المدرسة الحماس في الطالبات من خلال كلمات صغيرة تحفيزية .. وأشارت أنهن يستطعن مواكبة المحلات التجارية التي تصنع (الأقلام، الكروت، العرائس، … وكل ما يمكن صنعه) وبدأت بشرح ذلك وتنفيذه معهم.. وستغلال الطاقة الفنية والإبداعية .. دون الكف عن استغلال موارد البيئة ..
فاجأتني موضي بإنتاجها .. وشدة إتقانها له وحتى التغني بروعة مدرستها.. والصورة أحد البطاقات 🙂
أعتقد أن الفكرة بسيطة وصغيرة وملهمة للطالبات في هذا العمر.. دون الحاجة لتكبد عناء وتكاليف دروس الفنية..
وهنا تجدون بعض من أعمال موضي .. والتي حفظتها هي أشد الحفظ ولم تسمح لأحد حتى بإزالة النايلون منها 🙂
موضي سامحني تأخرت بعرض أشياءك الحلوة :$
القليل من الكلمات والأساليب الصغيرة من أجل التعلم والتعليم تغني عن كتاب ممتاز بصنوف المعرفة .. وتغني عن العقاب والفصل ..
أعتقد أننا يجب أن نمارس بعض من الأدوات الجديدة في التعليم..
هل قابلتم معلمة أو معلم كان له فعل بسيط وتأثير بالغ على تعليمكم؟
شاركوني التجربة 🙂