نظام الحياة ممتلء بالاسئلة التي تتكرر ولا نعرف كيف نتعامل معها، خاصة تلك الامور التي اعتدنا فعلها.. وأصبحت -سواء كانت جيدة أو سيئة – من الامور المعتادة والمسلم بها.. وقد لا نعرف أصلها.. مثلاً.. لماذا نقول السلام عليكم؟ وماذا يعني ذلك؟
أن تقول السلام عليكم، يعني أن (تسأل الله البركة عليكم منه)، وأن تقول (أن يسلمك الله من العيوب).. فالسلام عليكم.. 🙂
لذلك أحببت طرح إجابة أسئلة متكررة عايشتها، تعلمتها، وأرغب في مشاركتها معكم.. فأرجو أن تجد في قلوبكم موقعاً..
لماذا نتعلم؟
نحن في عصر يضج بالعلوم والمعارف وأصبح التعلم سهلاً إن اجتمع مع الرغبة والارداة والهدف من التعلم..قد نبتعد عن علوم الدين بحجة أن للدين أهله.. ولا نجد الوقت لتعلم أي شيء جديد..
ولكنني جربت ولمدة قصيرة (٣ أسابيع) دراسة كتاب في العقيدة.. ووجدت حجم جهلنا ليس بأمور الدين فقط بل أمور الحياة.. قررت بعد ذلك أن لا أغلق باب محاضرة دينية مهما كان ملقياها (سيء الأسلوب).. ولا حتى قراءة كتاب يتحدث عن أمور الدين والعقيدة بغض النظر عن صعوبته وتخصصه.. وقررت أن لا أنفر من أي ناصح حتى لو لم يعجبني كلامه.. فنحن لا نعرف أبواب الخير..
يكفي أن يكون فتح باب التعلم والذي يكون بسبب: نية في التقرب الى الله، رفع الجهل عن نفسي (أن تعبد الله على بصيرة) ورفع الجهل عن الغير.. (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)..
قال معاذ بن جبل: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة،ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة..
من هو صادق الوعد؟
التزام الوقت والموعد صفة اسلامية، إن لم تلتزم أنت بها فالمقصر هو أنت وليس دينك.. واستعراض المواقيت الزمانية في الدين لا حصر له، ويكفي أن يلتزم ملايين المسلمين بوقتي المغرب والفجر في رمضان.. اذن نحن قادرون على الامتثال للوقت وعدم تقديم الافطار قبل (الله أكبر) المغرب.. ولا يمكننا بأي حال من الاحوال الاستمرار في الاكل بعد أذان الفجر! فالقدرة على هذا النوع من الالتزام هو امتثال لفرض الصوم وامتلاك دافع طاعة الله.. وهو سبحانه من جعل لكل شيء وقت وموعد.. لذلك أنت القادر على الالتزام بالموعد.. في أمورك كلها التزاماً بالوقت “طاعة لله واحتسابا للنية في أجر ذلك”..
هل يوجد بديل لما حرم الله؟
من هدي الرسول صل الله عليه وسلم أن جعل لكل منع في الشريعة (بديل) آخر تعويضاً عن هذا المنع.. ولذلك فكل المباحات والطيبات لا تعد ولا تحصى .. وكل المحرمات والخبيث قابل للعد والتحديد.. حتى يساعد العباد في تسهيل ترك هذا الخبيث المحرم واستبداله بطيب حلال..
إن آمنّا أن كل ما أحله الله فهو طيب وبه نفع، وكل محرم فهو خبيث ففيه ضر، حتى وإن كان الضر يشمل الجماعة ولا يشملني وحدي بطريقة مباشرة. لاستطعنا الامتثال لذلك..
- – الحلال والطيبات لا تحصى ولا تعد
- – الحرام والخبائث تعد وتحصى
هذا يعني أنك تستطيع اختيار جميع أنواع اللحوم عوضاً عن لحم الخنزير.. وقس ذلك كله على كل ماحرم الله.. وفي نيتك التزام بشرعه..
ماذا أعطيك مقابل ما قدمته لي؟
قال الرسول الكريم:(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه).. والمعروف هو كل ما كان إحساناً إليك.. والمكافأة: هي الهدية أو المقابل الذي تعطيه إياه لإحسانه إليك.. فمن أعطاك وخدمك وقدم اليك ما تحتاج أو ما يسرك فلا تنسى تقديم المكافأة له أياً كان نوعها.. واذا زاد على المعروف فتجب مكافأته واذا لم تستطع إجابة المكافأة فادعو له.. حتى تظن أنك قد أديته حقه. وفي هذا امتثال لشرع النبي.. واعطاء صانع المعروف حقه..
كيف يتم استخدام كلمة (لو) دون ضرر؟
تخترق (لو) كل أمنياتنا التي لم تتحقق، وتتدخل في كلمات الندم.. وما أن نعرف أن كل الاقوال والافعال والنيات محاسب عليها الانسان لذلك يجب أن نختار مكان (لو) بطريقة صحيحة..
إن كانت (لو) لاعتراض على موت أحد أو (لو أنني لم أتأخر عن الذهاب به الى المستشفى ماكان سيموت فهذا اعتراض على القدر.. أو حتى إن كان اعتراض على شرع الله (لو لم يخلقني الله أنثى).. أو حين تكون من باب التحسر على أمر دنيوي.. لندم وسخط فلو أنني قبلت في الجامعة لكنت في حال أفضل ورزقت وظيفة أحسن..
ولكن إن جاءت (لو) في مكان صحيح كالندم على واجب فاتني أو أجر خسرته.. لو أنني نمت مبكرا لاستيقظت لصلاة الفجر.. وفي تمني الخير.. لو أني لي ألف ريال لتصدقت به.. فهي جائزة.. فانتبه أين تضع (لو)!
ما هي أعظم المصائب؟
تم استعراض اسمك في أكبر لوحات الشوارع، أو في أكبر مواقع الانترنت أو حتى تمت (هشتقته) علناً بنكتة حقيرة.. أو وصوف سيئة واستهزاء وتحقير.. وتم ربط اسمك مع أعظم كلمات السب والشتم..
رد فعلك هنا مهما بلغت قوته وانفعاله سيكون رد فعل شخصي لا ترضاه عن نفسك ولن تقبل به مهما كنت غير مبالي بكلام الناس ومترفع عنهم.. وقد يقف معك أصحابك ويخففوا عنك هول ذلك أو يدافعوا عنك.. وبالرغم من كل ذلك ستظل تحت دائرة رد الفعل الشخصي..
ماذا لو كانت اللوحة نكتة عن دينك، واستهزاء بالاسلام؟ وماذا لو كنت تتشرب منه ليل نهار وتشاهده وتسمعه وتتعايش معه دون أن يحرك في قلبك شيء؟ ماذا ستفعل؟ انها مصيبة في دينك! أعظم المصائب!
كيف نتفاعل مع غبار هذا الموسم؟
تمر علينا في أيام معدودات تقلبات الجو، ما بين ريح، ورياح، غبار ورطوبة.. (حار، بارد، هادي، شديد، غبار، آفات) وتبدأ رسائل الجوال بنشر الكلمات والسباب والشتم والتضايق منها، وغير النكت عنها وحولها..
إن الريح مصرفة من عند الله.. وتسخيرها وتحريكها من عند الله.. بمجرد سبها والتلفظ عليها هو سب يقع على.الفاعل (عز وجل) لذلك فالتعرض لها محرم ومنهي عنه.. وأخبر الرسول صل الله عليه وسلم كيف نفعل إن خاف من ضرر الريح.. من دعاءه (.. اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير مافيها…) الحديث
ما هو الظن؟
ظن خير وظن شر.. وما أشد الظن.. فأن تظن بالله خيراً.. في كل ما يحصل في هذا الكون باعتقاد أنه (حكمة الله) سواء عرفنا هذه الحكمة أو لم نعرفها.. وصلت الى عقولنا أو لم تصل.. سواء كانت عقوبة علينا أو خير لنا.. فبعض المصائب خير لك وشر على غير ولكنها في أصلها خير من الله..فالشر لا ينسب الى الله لا فعلا ولا تقديرا ولا حكما..
أما إن كنا من أصحاب المعاصي وفاعلين للمحرمات مثل لو تركنا الصلاة.. واعتقدنا أن ماأصابنا ليس عقوبة من الله.. فهذا يعتبر سوء ظن بالله وتهاون. كما أن سوء الظن بالله وظن الشر هو مانظنه في فعل الله وظلمه لنا خاصة إن لم يفعل لنا مانريد أو مقارنة ماعند الغير بنا والتشكي في قولنا أن الله ظالم لنا إن لم يعطينا ما أعطاهم فمن يسيء الظن بالله فعنده خلل بالتوحيد.
كيف يكون اختياري في حياتي؟
لا يمكن أن نستخدم عقولنا لما لا تدركه العقول من الغيبيات.. وبالرغم من ذلك نحاول تطويع مانعيشه ونتعايشه من امور الدنيا ونجعل هوى النفس هو المسيطر على تصرفاتنا او نحاول تحكيم العقل به.. متناسين أن الله (أمر) وله الطاعة سواء أعجبنا أو لم يعجبنا.. وافق هوانا أو لم يوافقه.. لذلك حظ ونصيب الشرع يجب أن يقدم على حظ هوى النفس في أي اختيار لأي فعل أو قول أو قرار.. كما أن الهوى وشهوة النفس تأتي دائماً في صيغ الذم وليس المدح (في القرآن) دلالة على أن طاعتها أمر سيء يهوي بك الى الاسفل.
ما زلت الأسئلة المتكررة تتدفق في حياتنا دون أن نبحث عن إجابة.. ماذا ستفعل؟ ببساطة أبحث عن أسئلتك.. وتأكد من مصدر إجابتها!