يعتبر التصميم مولّداً للقيم، فهو يميز المنظمة عن مثيلاتها، ويبرز الشركات في السوق المزدحم. أيضاً يضيف التصميم المصداقية ويرعى ثقة وإخلاص المستهلك. ولترويج تقديمك للقيمة والأثر -كمصمم- عليك تلخيص مهاراتك وقدراتك وربطها مع النتائج بلغة مفهومة.
سأقوم بفعل كذا وكذا (ادخل قائمة خدماتك) وستكون النتائج (ادخل قائمة القيم المعنوية والقيم المحسوسة)
لكن قبل تقديمك هذا العرض لأحدهم، عليك تصوير قدراتك لايضاح ما تجيده، إضافة ما ينقصك او أين تحتاج المساعدة. عند تمكنك بتعريف نقاط القوة لديك بإمكانك تحديد نوعية الجمهور الذي بإمكانهم الاستفادة من هذه المهارات. إبدأ التمرين بصناعة قائمة تجيب هذا السؤال (ما هو الشيئ الذي أجيده للغاية؟) وابدأ بشكل عام مستدرجاً نحو التخصيص مستعيناً بالخرائط الذهنية، الصور والرسومات لصنع التصور الكامل لمهاراتك وتبيان العلاقات بين المهارات. قم بوضع صورة كبيرة او نواة للخارطة تحمل المهارات القوية وسط ركام المهارات وشاهد كيف تتفرع خارطتك الذهنية. بعدها قم بتكرار التمرين نفسه لإجابة (أين أحتاج المساعدة؟) واجب بمصداقية تامة عن ما تفتقر إليه او لا تمتاز به فهي ليست بالضرورة نقاط ضعف، ربما هي مجرد نشاطات تزاولها بأريحية لكنك لا تستمتع بها. او مهام تضيع وقتك.
أداة أخرى لتصوير العملية هي في الجدول أدناه، لترتيب أفكارك العشوائية بحدوده. وبعد إجابتك لهذه الأسئلة حاول الاستعانة بعين خارجية لتعطيك نصائح او تلفت نظرك نحو مهارة تجهلها عن ذاتك.
شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.
يبذل المصممون وطلاب التصميم وقتاً طويلاً أثناء العمل على مشاريعهم، حيث تعتاد عينهم على الأفكار والخطوط والعناصر التصميمية التي تم العمل عليها. وهذا قد يجعلهم عاجزين عن إيصال قصة المشروع للجمهور المحدد نظراً للتكرار او الاعتياد على المشروع بشكل عام، تعادل أهمية السرد الخاصة بالمشروع جودة المشروع نفسه فمن خلال الحكاية وتسلسل المعلومات يتسنى للمستمع استعراض جميع المراحل التي مر خلالها المصمم أثناء العملية التصميمية.
تتعدد أساليب الإلقاء لكن -من خبرتي المتواضعة- أرى ان هناك ترتيب واضح في سرد المشاريع بدءاً بـ:
ماهو المشروع؟
من هم المستخدمين؟
لماذا هذه الفكرة؟
كيف تم تطبيق هذه الفكرة بلغة التصميم؟
يترتب التسلسل أعلاه على التعريف بالمشروع بالإضافة للموقع المقترح والمخطط المعطى. بعدها يتم الحديث عن دراسة المستخدمين بدءاً بالتعريف عن الفئة المنتقاة، أسلوب الدراسة، النتائج المستخلصة مجسدة لهدف المشروع. بعد صياغة الهدف تبدأ الفكرة التصميمية بالظهور داعمة له ويتم توضيحها من خلال رسومات يدوية للمصمم، مقتبسات، صور ومواد استلهامية. وبالأخير يقوم المصمم بشرح المخرج النهائي رابطاً ما سبق وبالأخص الفكرة التصميمية وكيف قام بترجمتها باللغة التصميمية (الخطوط، الألوان، الشبكة، الرسومات اليدوية، لوحة المواد والطراز المستخدم).
تمرين:
يخصص الطلاب أيام عمل كاملة على مشروع الترم قبل التحكيم، حيث يفضل الأغلبية العمل في المنزل / الاستوديو الخاص. أثناء عملك على المشروع رتب لوحة الأفكار تبعاً للجدول أعلاه وقم بتقييم ذاتك او اجعل شخصاً آخر يقوم بالتقييم، فكلما كانت هناك عين جديدة كلما كانت التغذية الراجعة مفيدة. ثم اتصل بزميلك وقم بشرح مشروعك على النحو المذكور وقدم الجدول أدناه لزميلك لتسمح له بتقييم آداءك أثناء الشرح.
شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.
تُعرف مهارات القيادة باستغلال الفرد لمعرفته وقدراته لتحقيق الغاية والأهداف. وتثبت أن القيادة صفة يمكن اكتسابها ويمكن تطويرها مع التدريب. تضم نظرية القيادة ٣ مهارات: تقنية، إنسانية وفكرية. جميع هذه الصفات يجب توافرها في القائد وتختلف مستوياتها بمكان الفرد في السلم الإداري وتبعاً لذلك تكون بعض المهارات مهمة أكثر من غيرها.
تتمثل المهارات التقنية بالخبرة المختصة بعمل أو نشاط محدد. وتشمل قدرات متخصصة في مجال معين، قدرات تحليلية والقدرة على استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة. وغالباً ما تكون أعمال يدوية مع منتج بسيط أو عملية محددة تحت منظمة معينة. أما المهارات الإنسانية “مهارات الناس” فهي قدرة القائد على التواصل والعمل مع أعضاء/موظفين مختلفين في الفريق/المنظمة لتحقيق هدف تعاوني. تتيح المهارات الانسانية القائد جمع الأفراد المختلفين وإلهامهم للعمل من أجل هدف واحد. وتتضمن الوعي بمنظور المقابل. كونك قائداً مع مهارات إنسانية تعني أنك حساس تجاه معرفة دوافع، حاجات ورغبات الآخرين وشملها عند اتخاذ القرار. باختصار شديد المهارات الإنسانية هي قدرتك على الاندماج مع الآخرين أثناء العمل.
وتعرف المهارات الفكرية بقدرة الفرد على العمل مع الأفكار. يتميز القائد ذو المهارات الفكرية أريحية عمله مع الأفكار المشكّلة للمنظمة والتعقيدات المشمولة فيها. وهو قادر على صياغة أهداف المؤسسة ويفهم المبادئ الاقتصادية التي تؤثر على المؤسسة. القائد ذو المهارة الفكرية يعمل بسهولة مع الأفكار المجردة والفرضيات.
هذه النظرية منقولة ومترجمة من هذا الكتاب، شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.
عُرف مصطلح التصميم في المنطقة الشرقية منذ السبعينات الميلادية. حيث أُسست كليات / أقسام العمارة في كل من جامعة الملك فيصل -جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل حالياً- وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تبعتها بسنوات جامعة الأمير محمد بن فهد. ومنذ ذلك الحين تعمل هذه الجامعات على تخريج أفضل كادر لسوق العمل. لكن يظل فهم العملية الإبداعية جديداً بعض الشيء بالأخص على من يفتقد الخبرة في المجال من العملاء، المدراء والشركاء. بالأمس اعتذرت عن كتابة تدوينتي اليومية لانشغالي بإدارة حوار بعنوان “التصميم والتعليم: نحو حلول مستدامة” تابع لسلسلة حوارات استكشافية في السعودية ٢٠١٩ نفذتها نقاط.
تنوع الحضور مابين المصممين والمعماريين الممارسين، الأكاديميين وصُنّاع القرار. افتتحت الجلسة بالتعريف عن معنى التصميم واتفق الحضور على المعنى الشمولي للتصميم: هو قناة تتطلب من ممتهنيها حمل المسؤولية، الأخلاقيات العالية، العزيمة والإصرار لحل مشكلة اجتماعية، معرفية او تعليمية تترجم حلولها باستخدام أدوات محددة وتسلك عملية إبداعية كونها خطوات تدويرية وليست خطيّة لانتاج تغيير/حل ذو أثر قابل للقياس. استكملت الجلسة بالحديث عن عدة معرقلات للوصول لمنافذ تستقبل الحلول. بدءاً بالفرد حيث ناقش الحضور افتقار خريجي التصميم في الفترة الحالية لأمرين، الأول المبادرة في البحث والتعلم الذاتي وعدم الاعتماد والتسليم الكلي للمنهج الدراسي ومقدم المادة في الجامعة والثاني تعلم أسس القيادة: حمل عاتق المسؤولية الوظيفية والانضباط في المواعيد وتقبل أخذ أبسط المهام في البدايات. بعدها، توسعت الدائرة لتشمل دور الأسرة بترسيخ القيم المذكورة عبر التربية والاستفادة من المبادرات المنظمة من وزارة التعليم وغيرها من الجهات المحلية المسجلة. توجّه الحوار نحو العملية التعليمية التي يمر بها طلاب التصميم/العمارة في الجامعة إشارة لضرورة إشراك النقد ومهارات التفكير العليا لدى الطلاب وتنمية التساؤل بالإضافة لتقديم المواد الاختيارية في مجالات كالتصميم التجاري، الفندقة وريادة الأعمال. أشار الممارسين لضرورة إشراكهم في العملية التعليمية بدءاً بالمواد الاختيارية وقاموا بطرح فكرة تقديم دورات معتمدة من مؤسسات عالمية -في المجالات المذكورة آنفاً- تحتسب ساعاتها كجزء من البرنامج الدراسي لطلبة البكالوريوس او الماجستير.
واسترسل الحضور بالحديث عن افتقار الكادر الأكاديمي رغم محاولاتهم واجتهاداتهم الشخصية للمعرفة اللازم تزويدها الطلاب عن الممارسة في سوق العمل ونوقش ضرورة تغيير قانون حرمان الأكاديمي في مجال الهندسة/العمارة من مزاولته مهنته أثناء التدريس. وبالمقابل، أضاف الحضور ضرورة إشراك الممارسين في بعض المواد التي يمر بها طالب التصميم/العمارة أثناء عمليته التعليمية لاكتسابهم العلم المرتبط بممارسة المهنة في سوق العمل. وبالنهاية، أضافت إحدى الحضور ضرورة مواكبة جيل الألفية عبر استخدام لغة/وسط يسهل للتواصل وفهم المعلومة المطروحة.
في الصورة أعلاه محاولتي لتحليل المشاكل الأساسية التي تم طرحها مع تبيان علاقاتها ببعض وتقسيم فرص الحل بمجالات محددة تبدأ من الفرد وتنتهي بصُناع القرار. شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.
يرتكز التصميم التعاطفي على استدراج رغبات وحاجات الناس، بينما يقوم مدخل إدارة المنتجات التقليدي بدمج تركيز خارجي على سوق العمل وآخر داخلي على التقنيات المتاحة في المنظومة. في هذه المقالة الثالثة لسلسلة (التعاطف) سأقوم بسرد مثال مبني على عملية التصميم التعاطفي.
يقول جون كوكلو: كنت نائباً لرئيس التصميم في (ماي إي دي يو) حيث نركز على مساعدة الطلاب لنجاحهم عبر العملية التعليمية التي يمرون بها في الجامعة بالإضافة لمساعدتهم في عرض انجازاتهم الأكاديمية هادفين لتوظيفهم في سوق العمل. منتجنا ببساطة هو أداة رقمية تحوي أدوات تخطيط من ضمنها صانع جداول دراسية. بدأنا بعد ذلك ببحث سلوكي تعاطفي لضمان توظيف عدد أكبر من الطلاب. ويركز البحث على ما يفعله الجمهور بدلاً مما يقوله فنزلنا المباني السكنية للطلاب وقمنا بملاحظات عديدة لكافة النشاطات التي يمارسونها (حل الواجبات، مشاهدة التلفاز، تسجيل المواد). بكل بساطة، كان هدف الملاحظة جمع مشاعر بديهية تعبر عن ما يعني أن تكون طالب في الجامعة. قمنا بتكرار هذا البحث مع ملاحظة العينة المقابلة -مسؤولي التوظيف في الشركات- أثناء الحديث مع الطلاب وحصر النشاطات التي يقومون بانجازها للعمل على ضمان توظيفهم. يقتصر هذا النوع من البحوث على الملاحظة أما التحدي فيكمن في قبول العينة المنتقاه لخوض علاقة قصيرة المدى معك كباحث خلال وقت قصير.
بعد عملية البحث نقوم بعرض تسجيلاتنا “كاملة”، وهذه خطوة أساسية كونها ترسّخ صوت العينة المنتقاة في أذهاننا كباحثين. بينما نستعرض التسجيل، نستوقفه ونعيده، نبدأ بالتفكير بنفس المنظور الذي تفكر به العينة المنتقاه. ثم نقوم بقراءة ملاحظات الأفراد ونسلط الضوء على النقاط البارزة، ونقوم بتحريك الملاحظات وتصنيفها لمجموعات، نقوم بتسمية هذه المجموعات إلى (يقوم الطلاب بكتابة سير ذاتية لهدف الحصول على وظيفة) بدل من (خدمات وظيفية) او (التوظيف). وبعد استعراض المجموعات والملاحظات نبدأ عملية التحليل بطرح أسئلة كـ (لماذا يقوم الطلاب بكتابة سير ذاتية لهدف الحصول على وظيفة؟) ونجيبها من المحتوى المتوفر (لانهم يظنون ان مسؤولي التوظيف بحاجة لرؤية سيرة ذاتية) وهنا تستدرج أسئلة متكررة تبدأ بـ لماذا مستفتحين خطواتنا نحو انتاج ابتكاري. تعقبها سلسلة من استنتاجات نابعة من تصرف انساني صادق.
بعد مرحلة كتابة الاستنتاجات نقوم بمقارنتها ودمج ما يتناسب منها لهدف طرح قيمة مضافة للمنتج، بعدها نحصر النتائج باستخدام عبارة (ماذا لو؟) مثال: ماذا لو قمنا بتعليم الطلاب طرق جديدة للحصول على وظيفة؟ ماذا لو عرضنا مسارات بديلة للوظائف؟ ماذا لو ساعدنا الطلاب بالتعرف على مهاراتهم وتقديمها لمسؤولي التوظيف بطريقة تحمل المصداقية؟. تعتبر القيمة المضافة وعد للفئة المراد تقديم المنتج لها. فنحن نعد الطلاب لو قاموا باستخدام منتجنا، سنساعدهم بالتعرف على مهاراتهم وعرض تلك المهارات على مسؤولي التوظيف. لو فشلنا بتأدية هذا الوعد سيخوض الطلاب تجربة فاشلة مع منتجنا وسيرحلون. بعدها نقوم بسرد القصص التي تحكي تسلسل استخدام منتجنا بدءا من كيفية الحصول عليه، استخدامه، واستقبال الوعد المنشود. بعدها نصنع هذا السرد بالأدوات التصميمية التقنية (واجهات، عناصر بصرية، دراسات حركية، غيرها من الأدوات تصميم المنتجات الرقمية).
يساعد المنتج طلاب الجامعات تعريفهم بمهاراتهم وعرضها على مسؤولي التوظيف بصورة ذات مصداقية عالية
استعراضاً للنتائج، حصد المنتج أكثر من مليون صفحة لطالب جامعي، وخلال فترة التسجيل الاكاديمي شاهدنا نمو بين ٣٠٠٠-٣٥٠٠ صفحة جديدة للطلاب خلال اليوم الواحد. بعدها استحوذت على منتجنا شركة برمجيات تعليمية “بلاكبورد” ودمجت منتجنا لنظام إدارة التعلم شاهنا نمو بين ١٨،٠٠٠ — ٢٠،٠٠٠ صفحة طالب جامعي يومياً.
عملية التصميم التعاطفي ليست صعبة وليست جديدة، هناك شركات متعددة تتخذها مسارها الأساسي لصناعة وتطوير المنتجات. لكن معظم الشركات يرى ان هذه العملية تتطلب تعلم فكر غير معتاد عليها. فهي مبنية على معلومات عميقة ذات جودة بدل إحصاءات وبيانات السوق. هي تحتفي بالناس بدل التقنية، وتتطلب تحديد وتصديق الاستنتاجات السلوكية التي تحمل نسبة من المجازفة.
شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال
تُرجمت هذه المقالة -بتصرف وتحليل الكاتبة- إلى اللغة العربية من عملية تصميم المتنجات التعاطفية، جون كولكو، هارفرد بزنس ريفيو ٢٠١٤م
يُعرّف الحذر بالتيقّظ والاستعداد وهو أساس التعاطف والقدرة على بناء العلاقات الاجتماعية حيث يشغل ثلثي الذكاء العاطفي. أما الثلث الباقي فيتمثل بمعرفة الذات. غالباً ما يتم الحديث عن التعاطف كصفة واحدة وبتقريب الصورة على الشخصيات القيادية التعاطفية تظهر ٣ أفرع من التعاطف:
التعاطف الإدراكي: القدرة على فهم منظور المقابل.
التعاطف الاستشعاري: القدرة على شعور العاطفة التي يمر بها المقابل.
القلق التعاطفي: القدرة على الاحساس بما يريده المقابل منك.
يغذّي التعاطف الإدراكي طبيعة الفضول لدى القائد فيمكّنه بتعريف وشرح ما يجول بجعبته للفريق. وهذا بحد ذاته أداة أساسية لحزم الأمور وطرحها بوضوح وشفافية مُطلقة بقالب يفهمه الجميع. ولتعلم اكتساب هذه المهارة عليك التفكير بالمشاعر أجمع قبل الشعور بها. ولأنها صفة تنبع من درجة فضول عالية، فهي تجعلك دائم الرغبة بمعرفة شتى المجالات وما يمر به الموظف من مراحل عمل او حتى تسلسل في التفكير (لماذا فكر بهذا العمل، لماذا عمل هذا، ماهي الخطوات الصائبة التي مروا بها وماهي المحاولات التي لم تمكنهم من الوصول للهدف؟). يصحب تسلسلك الفكري وتساؤلك بالمسببات التحكم بالعواطف التي تنتقل لاشعورياً منك لمن حولك باعثاً لهم القدرة على النظر للأمور بزاوية جديدة.
تكمن أهمية التعاطف الاستشعاري في الارشاد، إدارة العملاء وقراءة الديناميكيات بين أعضاء الفريق. ولكنها مشروطة بفهم مشاعرك الشخصية قبل فهمك لمشاعر الآخرين وهو بذلك يعتمد على نوعين من الانتباه أولها الوعي التام بردة فعلك تجاه مشاعر الآخرين والنوع الثاني الانتباه لردة فعل المقابل سواء ملامح وجهه، صوته، ومايشابهها من علامات خارجية عاطفية.
أما القلق التعاطفي فهو يشابه التعاطف الاستشعاري حيث يتيح لك التعرف على مايشعر به الآخرين إضافة لما يريدونه منك. ويتطلب ذلك موازنة بين إشعال الوعي الذاتي وبين استشعارنا لمشاعر من حولنا. فالتطرف بمراعاة واستعطاف الآخرين أمر يسبب معاناة لك وبالمقابل حماية ذاتك عن طريق إماتة الاحساس حتماً سيفقدك التعاطف.
لتوضيح عمل الأفرع الثلاث للتعاطف، تخيل أن صديقاً عزيز -لا قدّر الله- فقد عضو من العائلة. ردة فعلك الأولية ستكون مواساة: شعور بالرحمة او الحزن له. ويتم تعبيرك عن هذا الشعور بحضورك للعزاء. لكن إظهار التعاطف يأخذ جهداً ووقت أكبر. حيث يبدأ من التعاطف الادراكي: تخيل ما يمر به صديقك. من خسر؟ ماهي قوة العلاقة بينه وبين المتوفي؟ بغض النظر عن خسارته وألمه، كيف ستتغير حياته الآن؟
التعاطف الاستشعاري سيساعدك بمشاركة صديقك لمشاعره إضافة لفهم مشاعره التي يمر بها. ويمكن تطبيق ذلك بالوصول لعمق معين في ذاتك يؤهلك من إعادة إحياء شعور مشابه مررت به سابقاً. كخسارة عزيز لديك. وان لم تخسر، تخيل كيف ستشعر لو مررت بذات التجربة.
واخيراً، يحركك القلق التعاطفي للمبادرة. كتقديم وجبة غداء احد أيام العزاء، حتى لا يقلق صديقك بترتيب ذلك. او اقتراحك بتكفل نشر خبر الوفاة وعمل الاتصالات المهمة بالنيابة عنه. قد يكون مصاحبتك له لتجنب الشعور بالوحدة فكرة سديدة. ولو كان يفضل الوحدة، ربما أخذ أطفاله والاعتناء بهم لفترة يعني له الكثير.
في المرة القادمة التي تستصعب رؤية منظور شخص ما، تذكر الآتي:
مهما كانت كمية المعرفة لديك، أنت لا لم ولن تملك الصورة الكاملة التي يراها المقابل. كونه يمر بعوامل متعددة تغفل عنها.
طريقة تفكيرك وشعورك تجاه موقف محدد يختلف من يوم لآخر، متأثراً بعدة عوامل أحدها مزاجك.
عند المرور بقلق عاطفي يكون تصرفك مختلفاً جداً عما تتخيله.
الأخذ بالاعتبار لهذه النقاط يؤثر تصوّرك لمنظور المقابل وبالتالي تعاملك معه. وبما أن كل شخص يمر بتجربة فريدة بالمعاناة، ماهي إلا مسألة وقت للوصول لمرحلة التفهم. ختاماً، يعد التعاطف اليوم مهارة أساسية في العمل والقيادة إضافة للعلاقات الشخصية، جربوا تخصيص وقت معين لتطبيق فروع التعاطف مع الموظفين، زملاء العمل، الأهل أو الأصحاب.
شكراً لوصولكم حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي #30يوم_تدوين ، بامكانكم مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.
يدخل الباب بهدوء.. يقترب من منطقة الجلوس، يزداد اقتراباً حتى يضع كفه على كتفك وعيناه لا تفارق عيناك، ثم يقول: أعلم تماماً ما تمر به، بالطبع هو أمر صعب ولا يمكن تجاوزه بسهولة. لكن من واقع تجربة سابقة أنصحك بممارسة رياضة معينة والدوام على فعل كذا وكذا.. صدقني، هذا الوقت سيمضي!
يظن الكثير أن الموقف السابق يشرح تماماً صفة التعاطف وفرقها عن المواساة، لكن واقع الأمر ما تم وصفه هو مواساة سطحية تكاد تمس التعاطف. يعد التعاطف جذور الاهتمام فاهتمامك ليس بالضرورة نابع من التعاطف ولكن تعاطفك بالتأكيد ينبع من اهتمامك. يعرف تيم براون التعاطف التصميمي بالعملية التي تتعامل مع الإنسان ككيان بدل المستخدم كحزمة من المعلومات الادخالية اللازم تواجدها في معادلة التصميم.
يلعب إدراكنا بمشاعر الآخرين دوراً مهماً في حياتنا العملية من إدارة، مبيعات، تسويق أو حتى علاقاتنا الشخصية مع الآخرين وتعد صفة أساسية للقيادة في شتى المجالات. ويشغل التعاطف التصميمي اليوم أهمية عظمى للصناعات الابداعية مجملاً كونه مدخل من السهل الممتنع الذي ينمي حس الاستماع لدى اصحاب الأعمال لانتاج ابتكارات ومنتجات تضمن نجاحها في سوق العمل لأن أساسها الاستماع لحاجات ورغبات الناس.
تسهّل قنوات الاتصال الغير لفظية قراءة المشاعر للمقابل وتتكون من (مستوى الصوت، الإيماءات الجسدية، تعابير الوجه) ومن أهم عوامل التعمق بعملية التعاطف الحوار والاستماع. حيث يتطلب الحوار استماع ويتطلب الاستماع الانصات والتركيز، الفهم، الرد والاستجابة واخيراً تذكر ما قيل خلال المقابلة/الحوار.
ربما بوسع الأمهات توضيح أهمية التعاطف أكثر مني، كونهنّ أمهر ممارساته على الدوام منذ وضع طفلهن الأول. وبالحديث عن الأطفال، تقول التجارب أن غالب محاولات الاطفال لتجربة شيء جديد -سواء كان خطراً أم لا- ينبع من رغبة الشعور، فلو تخيلنا ان هناك طفلين ذي بضعة أشهر وقام الأول بعضّ أصابعه وبالطبع اجهش بالبكاء فوراً بعد ذلك. غالباً الطفل الثاني سيمارس التصرف ذاته تلقائياً وهذا التصرف نابعاً من رغبته بالشعور بما يشعر به الطفل الأول. بالعودة للأمهات، في الأشهر الاولى قد تخوض الأم موقفاً كلاسيكياً وهو بكاء رضيعها لسبب تجهله مما يجعلها تتمنى ان تشعر ما يمر به من عواطف ليتسنى لها تهيئة العناصر المناسبة لاسترجاع شعور الرضى لدى الرضيع. وهو بالضبط موقف يعكس أهمية التصميم التعاطفي كونه يسعى لمعرفة جذور حاجة المستخدم مستعيناً بأدوات التواصل الأساسية ساعياً لاستخراج حلول تجمع الرغبات، قابلية التنفيذ وضمان البقاء.
والآن لنقم بإعادة صياغة المشهد بعد معرفة أوليّة عن التعاطف..
يدخل الباب بهدوء.. يقترب من منطقة الجلوس، يجلس بالقرب منك، يستأذنك ويسأل ان كنت بخير.. يستدرجك بتفريغ عما يجول بجعبتك بأسئلة مترابطة، يستمع لجوابك ويتطرق لتفاصيل مرت خلال الحدث لم تطرأ ببالك، يسأل “لماذا” بشكل متكرر. ثم يعود بالحوار إليك، يقوم بتقديم نفسك لنفسك عن طريق سرده لمنظوره الشخصي عنك وسماتك الشخصية ونقاط القوى، بعدها يستشيرك في أمر بسيط، ويشعل احتمالات متعددة لبدايات جديدة. يبتعد شيئا فشيئا تاركاً مساحة للنمو وفرصة لعودة حوار جديد..
شكراً لوصولكم حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانكم مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.