يلعب التفكير الاشعاعي دوراً هاماً لصناعة الخرائط الذهنية، لكن قبل الشرح حاول الاجابة على السؤال التالي:
ما هي لغتك الأولية؟
احتفظ بالاجابة لنفسك، كونها بالغالب ستكون خاطئة. واجعلني اشيرك نحو لعبة ذهنية رائعة، عندما سألتك عن لغتك الأولية فكر باجابتك. لغتك الأولية ليست العربية لا الانجليزية ولا حتى الاسبانية وغيرها من لغات الشعوب المسجلة حول العالم.
لغتك الأولية هي اللغة الانسانية، التي يتشاركها البشر أجمع وهي نفسها اللغة الطبيعية الخاصة بالأطفال الرضّع.
نحن في الواقع، نمارس اللغة الإنسانية بطلاقة منذ الولادة وحتى عمر ٤ شهور، يبدأ الطفل بالتركيز على العناصر التي تبعد ٢٠-٢٥سم عنه. وهي ذات المسافة التي تبعده عن وجه الأم/الأب. لأغلب الأطفال، اول صورة مركزية تتكون لديهم هي صورة الأم ويتفرع منها ارتباطات متعددة (الطعام، الحب، الدفء، الصحة، النوم والنجاة). وبهذا الأسلوب نحن مبرمجون منذ الولادة لتلقي العالم باستخدام الخرائط الذهنية.
اللغة الانسانية هي اللغة التي تتحدثها مشغلات المخ وتتكون من دمج قوي مابين “الخيال”، “الربط” و“موقع” الفرع. تكمن أهمية مواقع تفرعات الخارطة بمساعدتك على تذكر تلك الأفرع.
تمرين ذاتي
سأقوم بإعطائك كلمة واطلب منك ان تغلق عيناك وتسمح لدماغك بالاندماج مع هذه الكلمة. بعد قراءتك للكلمة. قم بقياس الزمن المستغرق لفهمها، ما المعلومات المرتبطة بها التي تتلقاها من ارسالات الدماغ ولو كان هناك ألوان او ارتباطات شكلية متعلقة بها …
الكلمة هي:
فراولة
بسرعة قم بتدوين أجوبتك للأسئلة التالية:
ماكانت معطيات دماغك؟
ماهي المدة التي استغرقتها للولوج نحو المعلومة المرتبطة بهذه الكلمة؟
ماهي الارتباطات التي جاء بها؟
ماهي العناصر الأخرى التي طرأت في بالك؟
ماهي الألوان التي ارتبطت بهذه الكلمة
هل جعلتك تفكر بشيء آخر، كالملمس، النكهة، الرائحة او المكان؟
يُتوقع منك الحصول على صورة معينة او سلسلة من الصور مع ارتباطات متعددة الحواس والألوان. وفي هذه الحالة مرحباً بك في العرق البشري!
كل اللغات المنطوقة والمكتوبة جميلة، مهمة وأساسية. لكنها لغة ثانوية. اللغة الانسانية المتكونة من الخيال والارتباطات هي لغة العرق البشري أجمع. بالنظر للصورة أعلاه تمثل ترابط الهندباء طريقة تفكيرك وتفكير أي دماغ بشري.
بعد ردة فعلك تجاه كلمة “فراولة” باستخدام ارتباطات متعددة، قمت بتوضيح الأساليب الطارحة للأفكار والفرص اللامحدودة التي يقوم دماغك بتوفيرها للتفكير، التذكر والابداع. تفكيرك إشعاعي ويحمل عدد لايمكن حصره من الإشعاعات، وكل شعاع يحمل القدرة على التشعب لعدد لا محصور أيضاً من الإشعاعات. وهكذا دواليك..
شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.