عُرف مصطلح التصميم في المنطقة الشرقية منذ السبعينات الميلادية. حيث أُسست كليات / أقسام العمارة في كل من جامعة الملك فيصل -جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل حالياً- وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تبعتها بسنوات جامعة الأمير محمد بن فهد. ومنذ ذلك الحين تعمل هذه الجامعات على تخريج أفضل كادر لسوق العمل. لكن يظل فهم العملية الإبداعية جديداً بعض الشيء بالأخص على من يفتقد الخبرة في المجال من العملاء، المدراء والشركاء. بالأمس اعتذرت عن كتابة تدوينتي اليومية لانشغالي بإدارة حوار بعنوان “التصميم والتعليم: نحو حلول مستدامة” تابع لسلسلة حوارات استكشافية في السعودية ٢٠١٩ نفذتها نقاط.
تنوع الحضور مابين المصممين والمعماريين الممارسين، الأكاديميين وصُنّاع القرار. افتتحت الجلسة بالتعريف عن معنى التصميم واتفق الحضور على المعنى الشمولي للتصميم: هو قناة تتطلب من ممتهنيها حمل المسؤولية، الأخلاقيات العالية، العزيمة والإصرار لحل مشكلة اجتماعية، معرفية او تعليمية تترجم حلولها باستخدام أدوات محددة وتسلك عملية إبداعية كونها خطوات تدويرية وليست خطيّة لانتاج تغيير/حل ذو أثر قابل للقياس. استكملت الجلسة بالحديث عن عدة معرقلات للوصول لمنافذ تستقبل الحلول. بدءاً بالفرد حيث ناقش الحضور افتقار خريجي التصميم في الفترة الحالية لأمرين، الأول المبادرة في البحث والتعلم الذاتي وعدم الاعتماد والتسليم الكلي للمنهج الدراسي ومقدم المادة في الجامعة والثاني تعلم أسس القيادة: حمل عاتق المسؤولية الوظيفية والانضباط في المواعيد وتقبل أخذ أبسط المهام في البدايات. بعدها، توسعت الدائرة لتشمل دور الأسرة بترسيخ القيم المذكورة عبر التربية والاستفادة من المبادرات المنظمة من وزارة التعليم وغيرها من الجهات المحلية المسجلة. توجّه الحوار نحو العملية التعليمية التي يمر بها طلاب التصميم/العمارة في الجامعة إشارة لضرورة إشراك النقد ومهارات التفكير العليا لدى الطلاب وتنمية التساؤل بالإضافة لتقديم المواد الاختيارية في مجالات كالتصميم التجاري، الفندقة وريادة الأعمال. أشار الممارسين لضرورة إشراكهم في العملية التعليمية بدءاً بالمواد الاختيارية وقاموا بطرح فكرة تقديم دورات معتمدة من مؤسسات عالمية -في المجالات المذكورة آنفاً- تحتسب ساعاتها كجزء من البرنامج الدراسي لطلبة البكالوريوس او الماجستير.
واسترسل الحضور بالحديث عن افتقار الكادر الأكاديمي رغم محاولاتهم واجتهاداتهم الشخصية للمعرفة اللازم تزويدها الطلاب عن الممارسة في سوق العمل ونوقش ضرورة تغيير قانون حرمان الأكاديمي في مجال الهندسة/العمارة من مزاولته مهنته أثناء التدريس. وبالمقابل، أضاف الحضور ضرورة إشراك الممارسين في بعض المواد التي يمر بها طالب التصميم/العمارة أثناء عمليته التعليمية لاكتسابهم العلم المرتبط بممارسة المهنة في سوق العمل. وبالنهاية، أضافت إحدى الحضور ضرورة مواكبة جيل الألفية عبر استخدام لغة/وسط يسهل للتواصل وفهم المعلومة المطروحة.
في الصورة أعلاه محاولتي لتحليل المشاكل الأساسية التي تم طرحها مع تبيان علاقاتها ببعض وتقسيم فرص الحل بمجالات محددة تبدأ من الفرد وتنتهي بصُناع القرار. شكراً لوصولك حتى نهاية هذا المقال وهو جزء من تحدي كتابة ٣٠ مقالة خلال ٣٠ يوم، بامكانك مساعدتي عبر اقتراح مواضيع للكتابة / طرح أسئلة في المجال.