كيف يتم اختيار الأبجورة؟
لولا الضوء لما أبصرنا الوجود . يعتبر الفهم الصحيح للإضاءة من أهم خطوات تحويل الفراغ الصامت الى مكان حي يعبق بالإحساس و تغمره الحيوية لينجلي عنه الفراغ , اذ أن الضوء في ذاته من أهم نعم الحياة التي تعين الانسان على اكمال نشاطه و بالتالي انتاجه , وقد ميز الإنسان الضوء وعرف أهميته منذ القدم
نراها تضفي على المكان سحراً وجمالاً يزداد بها تألقاً , وتكمن أهمية هذا النوع من الاضاءة في عمومها , إذ أنها لا تقتصر على مكان دون آخر , ولا وظيفة دون أخرى , فهي شمولية في قدراتها , نراها تارة عامة حيث تقدم دوراً وظيفياً مهماً , ونراها اخرى خاصة حيث تقدم دوراً في اضفاء اللمسة الجمالية .
ومع تزايد الوظائف في المنزل وتعدد الأساليب في التصميم واختلاف أنواع الاضاءة فإنه من الضروري الالمام بكيفية تفعيل كل نوع من انواع الاضاءة فيما صنع من أجله , وكل طراز فيما يناسبه من تصميم ,
تتمثل رحلة اختيار الأباجورة المناسبة للمكان في أربعة مراحل:
تبدأ بمرحلة فهم المكان حيث يتم تحديد وظيفته وتمييز الطراز المتبع في تصميمه , ودراسة ألوانه
وبناءً على ما نتج تأتي مرحلة اختيار الأباجورة المناسبة , فنبدأ بتحديد التصميم المناسب لطراز المكان , وعلى سبيل المثال لا الحصر تتناسب الأباجورات ذات الساق والمظلة البسيطتان مع مختلف الطرز
بينما تنحصر استخدامات الأباجورات ذات الزخارف المتشابكة والنتوءات المتناثرة على الطرز الكلاسيكية، وقد يستخدمها البعض كتحف و منحوتات جمالية دون الاكتراث لما تقدمة من اضاءة
ثم نقوم بتحديد الغرض من هذه الأباجورة, هل نريدها لتقديم وظيفة معينة أم نريدها لتخدم وظائف متنوعة ؟ فاذا كان الغرض منها هو القراءة والاطلاع فإنها توضع بالقرب من كرسي القراءة , وإن كانت لغرض الزينة فإنها توضع في الاماكن التي ستزداد بضوئها جمالاً
وعلينا في هذه المرحلة أن نتنبه الى أمر مهم ؛ ألا وهو أن مظلات الأباجورات المصنوعة من الخامات الثقيلة والمعتمة توفر ضوءً موجهاً بكثافة إلى الأسفل والأعلى , وبالتالي تخلق جواً هادئ ذو وقار ورصانة , لذلك تعد الأكفأ لأماكن القراءة , حيث يتم توجيه الضوء السفلي باتجاه الكرسي , والضوء العلوي باتجاه السقف أو الستارة ليقدم بذلك منظرا جمالياً متوهج
أما مظلات الأباجورات ذات الخامات الشفافة فإنها تبعث الضوء في كل الاتجاهات وبالتالي تعطي اضاءة خافته تتميز بالنعومة والشاعرية , وبذلك تكون الأكفأ لأماكن الاسترخاء و التأمل
وتدخل في هذه المرحلة انتقاء الأباجورات ذات الأغراض المتعددة حيث تحوي زر تحكم يقوم بزيادة توهج الضوء أو تقليله حسب الرغبة
وهذا النوع من الأباجورات يستطيع توفير أغراض متعددة كالمطالعة أو اللعب أو الاسترخاء أو النوم
ثم نقوم بتحديد الحجم المناسب ويعد الحجم المناسب للأباجورات أن يكون طول المظلة أكثر من ثلث ارتفاع الأباجورة كاملة وهذه هي القاعدة المتعارف عليها
ثم نقوم بتحديد اللون المناسب للمكان , ويجب أن نضع في الاعتبار أن لون المظلة يؤثر على الضوء المنبعث , لذلك يفضل استخدام الألوان التي تزيد انبعاث الضوء جمالاً و دفئاً
ثم نقوم بتحديد عدد الأباجورات والمكان الأنسب لها
و تنتهي هذه المرحلة بتدوين المقترحات المناسبة , ليأتي بعد ذلك دور العرض والتقييم , وفي حال تحقيق هذه الدراسة للهدف الاساس
لنخلص بهذه الطريقة الى ايجاد حلول واقعية لتحقيق أفضل النتائج , وتقليل نسبة الأخطاء في اختيار الأباجورة , والتي قد تتسبب في اخلال بصري للمستخدم أو قد تضفي على المكان حالة من الكآبة , وما إلى ذلك من المشكلات التي قد تحدث بسبب سوء الاختيار .
أجابت عن #سؤال_الأسبوع: سوسن عبدالرحمن
مهندسة التصميم الداخلي – مكة المكرمة – شركة الميرو للتجارة والمقاولات
موضوع مره حلو واسلوبه جميل، انا من محبي الاباجورات وأحرص على جودة الاختيار. شكراً لكم